أطلق مؤرخو الأدب والفن الروسي تسمية "العصر الفضي" على مرحلة عبور الادب الروسي من "العصر الذهبي" بمعطياته الفكرية والفنية الكلاسيكية نهاية القرن التاسع عشر، إلى عصر جديد بمعطياته الحداثية (الرمزية - القممية - المستقبلية - الأفنغارد) وقيمها الفكرية والسياسية والإقتصادية، في تلك الفترة لم يقف الشعر أمام التحولات التراجيدية الكبرى ف...
قراءة الكل
أطلق مؤرخو الأدب والفن الروسي تسمية "العصر الفضي" على مرحلة عبور الادب الروسي من "العصر الذهبي" بمعطياته الفكرية والفنية الكلاسيكية نهاية القرن التاسع عشر، إلى عصر جديد بمعطياته الحداثية (الرمزية - القممية - المستقبلية - الأفنغارد) وقيمها الفكرية والسياسية والإقتصادية، في تلك الفترة لم يقف الشعر أمام التحولات التراجيدية الكبرى في المجتمع الروسي والأوروبي، موقف المحايد أو المتفرج أو المنتظر لإنقشاع غيوم التغيير، بل ساهم الشعر والشعراء في قلب موازين القوى المتصارعة فكرياً، وفي خلق مناخ ثقافي جديد متصل بما يعتمل في قلب الثقافة الأوروبية من تحولات فنية - فكرية حداثية.ومن أهم خصائص "العصر الفضي" في الشعر الروسي، التي ميزته عن "العصر الذهبي" كونه أدى إلى تغيير الواقع الادبي الروسي، وتغيير التشكيلات الإجتماعية والطبقية للأدباء الروس - وتغيير الكاتب كشخصية معنوية.اخترت الشعر إسناداً وجدانياً طيلة سنوات دراستي في موسكو، كانت تصدر تباعاً أعمال العديد من شعراء الحداثة الروسية أي أعلام الحقبة المعروفة بإسم العصر الفضي للشعر الروسي، وكنت أقتنيها وأتعرف إلى شخصية كل شاعر منها وموقعه الأدبي في حركة الأدب في عصره.منذ ذلك الوقت شرعت بترجمة هذه الأشعار من اللغة الروسية إلى اللغة العربية، وكان هاجسي نقل الشغف بالمناخ الشعري الروسي إلى القارئ العربي وإقامة جسر روحي ووجداني بين الثقافتين الروسية والعربية.