الكتاب من تحقيق الدكتور عبد الله أحمد .إن عمدة المذهب الفقهي الحنفي في نقل المذهب، الكتب المعتمدة وهي: أولاً: كتب ظاهر الرواية؛ الكتب الستة التي ألفها الإمام محمد بن الحسن الشيباني وهذه الكتب بمثابة أصول المذهب، وجمعت هذه الكتب بمثابة أصول المذهب، وجمعت هذه الكتب في كتب الكافي، للحاكم الشهيد، ومن ثم لقي الكافي الكثير من التقدير ...
قراءة الكل
الكتاب من تحقيق الدكتور عبد الله أحمد .إن عمدة المذهب الفقهي الحنفي في نقل المذهب، الكتب المعتمدة وهي: أولاً: كتب ظاهر الرواية؛ الكتب الستة التي ألفها الإمام محمد بن الحسن الشيباني وهذه الكتب بمثابة أصول المذهب، وجمعت هذه الكتب بمثابة أصول المذهب، وجمعت هذه الكتب في كتب الكافي، للحاكم الشهيد، ومن ثم لقي الكافي الكثير من التقدير والاعتماد تبعاً لأصوله، ومن شروحه التي نالت الثقة والاعتماد كتاب (المبسوط) للإمام أبي بكر محمد بن أحمد السرخسي. ثانياً: كتب "المتون المعتمد" وهي المختصرات التي ألفها الحذاق من علماء المذهب الكبار، المشتهرين بالتمحيص والتدقيق.وما صححته هذه المتون هو قمة الآراء المعتمدة الراجحة عندهم. وحصل هذا الاعتماد والتعديل على المتون المعتمدة، إذ كان مصنفوها يميزون بين الراجح والمرجوح والمقبول والمردود، والقوي والضعيف، فلا يوردون في متونهم إلا الراجح المقبول القوي. من ثم اهتم فقهاء الحنفية قديماً وحديثاً بتلقين النشىء وتحفيظهم تلك المتون التي نالت من الثقة والتقدير ما نالت. ومن هذه المتون (تحفة الملوك) للإمام محمد بن أبي بكر الرازي التي محور الاهتمام في هذا الكتاب.فقد قرن فقهاء الحنفية هذا المتن مع الكتب المعتمدة في المذهب، حيث ذكر "طاشبكري زاده" عن علم الفتاوى وعن كتاب تحفة الملوك ما نصه: "وهو علم تروى فيه الأحكام الصادرة عن الفقهاء في الوقائع الجزئية ليسهل الأمر على القاصرين من بعدهم، والكتب المؤلفة في هذا العلم أكثر من أن تحصى... لكن نذكر منها على الإجمال بعضاً من الكتب المعتبرة الواقعة على مذهبنا (الحنفية) وذكر: الهداية، وشرح الطحاوي، والكافي، والقدوري، والبداية ونحوها، ثم ذكر كتاب تحفة الملوك للرازي".إلى جانب ذلك، جاء ذكر هذا الكتاب عند علماء الترجمة في ترجمة المؤلف. ذكره أبو الوفا القرشي بقوله: "له تحفة الملوك، مجلد لطيف، ذكر فيه عشرة أبواب، بدأ بالطهارة ثم بالصلاة، ثم الزكاة، ثم الصوم، ثم الحج، ثم الجهاد، ثم الصيد، ثم الذبائح، ثم الكراهية، ثم الفرائض، ثم الكسب مع الأدب".والملفت للنظر في هذا الكتاب أنه لا تخلو مكتبة من مكتبات العالم إلا وتعثر فيها على نسخة من نسخه، وإن دلّ هذا على شيء، فإنما يدجل على اهتمام السابقين بهذا الكتاب على الرغم من صغر حجمه. وقد امتاز الكتاب عن بقية متون الفقه الحنفي (مع كثرتها): باعتماد مشهور الأقوال الجارية على المذهب الحنفي، وبتنظيم محكم للمسائل المتساوقة، وعرض للفروع الفقهية التي على المسلم الإحاطة بها، وذلك في لغة تميل إلى اليسر وتجافي التعقيد مع التقيد بالعبارات الاصطلاحية الدقيقة، إلى جانب ذلك، لم يسلك المؤلف في ترتيبه الأسلوب المتبع؛ بل أبدع أسلوباً تربوياً سهلاً، حيث ذكر في كتابه ما يهم المسلم في حياته اليومية العادية فقط، من طهارة وعبادة، ومن صلاة وصوم وزكاة.. وما يتعلق بحياته المعيشية من كسب وأدب، وما يتصل بمأكله ومشربه وملبسه تحت باب الصيد والكراهية، وكذا ما يحدث بينه وبين أعدائه في الدين والملة، فذكر أحكام ذلك تحت باب الجهاد.وهكذا كان الأمر فيما يتعلق بالمواريث، والأحكام المتعلقة بالموت، وانتقال التركة تحت باب الفرائض. وأنهى المؤلف كتابه بباب لم يسبقه إليه المؤلفون في متونهم الفقهية المعروفة في المذهب الحنفي، وهذا الباب هو (باب الأدب)، فقد تنبه المؤلف لهذا الجانب التربوي المهم في حياة المسلم فجعل باب الأدب ضمن أبواب العبادات والمعاملات ليتأكد للنشئ مدى اهتمام الشرع الإسلامي بالأخلاق والآداب، ولهذه الأسباب وغيرها اهتم العلماء بهذا المتن الفقهي شرحاً وتعليماً، ويأتي الاهتمام بهذا الكتاب في هذه الطبعة، امتداداً لهذا الاهتمام، وخدمة للفقه الإسلامي العظيم، حيث قدم المحقق هذا المختصر محققاً بثوب جديد بعد اختفائه عن المكتبات الدينية، والهدف استفادة الناشئة بصورة عامة، وبصورة خاصة الناشئة في البلدان التي ينتشر فيها المذهب الحنفي في أحكام الفروع الفقهية.