قبيل الفتح الإسلامي للأندلس قام القوط الكاثوليك بتحويل اليهود إلى عبيد، وذلك بعد أن فشلوا خلال أكثر من مئة سنة من التضييق عليهم، في تحويلهم إلى نصارى مخلصين، وعندما فتح المسلمون الأندلس، رفعوا الاضطهاد عن اليهود، وعاد معظم المنصرين منهم إلى دينهم، وتعاملوا معهم على وفق الأحكام الشرعية الخاصة بأهل الذمة، فسمحوا لهم بالبقاء على دي...
قراءة الكل
قبيل الفتح الإسلامي للأندلس قام القوط الكاثوليك بتحويل اليهود إلى عبيد، وذلك بعد أن فشلوا خلال أكثر من مئة سنة من التضييق عليهم، في تحويلهم إلى نصارى مخلصين، وعندما فتح المسلمون الأندلس، رفعوا الاضطهاد عن اليهود، وعاد معظم المنصرين منهم إلى دينهم، وتعاملوا معهم على وفق الأحكام الشرعية الخاصة بأهل الذمة، فسمحوا لهم بالبقاء على دينهم، وممارسة شعائرهم، وتركوا لهم حرية السكن بين المسلمين، أو في أحياء خاصة بهم، وأتاحوا لهم مزاولة ما شاؤوا من أنواع النشاط الاقتصادي، وحفظوا أرواحهم وأموالهم وحقوقهم، فشهدوا عدلاً وتسامحاً وحرية لم يعرفوها من قبل.فانبهر يهود الأندلس بكل ما لدى المسلمين، وحاولوا تقليدهم، فتكلموا بلغتهم، وتعلموا أدبهم وفكرهم وثقافتهم وعاداتهم، وتحفزوا لخدمة لغتهم العبرية المندثرة، فوضعوا لها قواعد على طريقة قواعد اللغة العربية، وكتبوا بها شعراً موزوناً بأوزان الشعر العربي، وأدخلوا إليها فنوناً لم تكن موجودة إلا في اللغة العربية، فأصبح لهم نحو وشعر وأدب، مازالوا إلى اليوم يعدونه العصر الذهبي للأدب العبري، وبلغ إحسان المسلمين إلى يهود الأندلس حداً جعلهم يعينون منهم في دولتهم الوزراء والسفراء وكبار الموظفين، وكان رد يهود الأندلس على تسامح المسلمين وإحسانهم إليهم كيداً وتآمراً ظهر واضحاً في عصر الطوائف.وقد جاء هذا البحث يتناول تاريخ اليهود تحت حكم المسلمين في الأندلس، في مقدمة وستة فصول وخاتمة، أما المقدمة، فقد تضمنت لمحة موجزة عن الموضوع، والأسباب التي دفعت الباحث لدراسته، وأهم التساؤلات التي ستجيب عنها الدراسة، ثم تحليلاً لأهم المصادر التي اعتمدت عليها... أما الفصول فكانت كالتالي:- الفصل الأول: اليهود في اسبانيا قبل الفتح الاسلامي، الفصل الثاني: الاستقرار اليهودي في الاندلس، الفصل الثالث: اليهود والسلطة في الاندلس، الفصل الرابع: الحياة الاجتماعية لليهود في الاندلس، الفصل الخامس: التنظيمات الإدارية والاقتصادية لليهود في الاندلس، الفصل السادس: الحياة الثقافية لليهود في الاندلس.