"اعتصر كفها برفق، همست ودمعة تتكور في عمق عينيها: لم لا نواسي أمه ففي كل لحظة يموت طفل في العالم، أو أحمدي ربك أنه لم يمت بين ذراعيك فذلك لا يحتمل! تخفض صوتها: سأقول لك سراً لا أريدها أن تسمعه! مفجع أن يموت بعيداً أيضاً يكفي تخيله وهو ينادي، وتهتف: الموت حقير وكفى.تباغتت بعينيه، عيناه بلون الحشائش الرطبة، حنونتان حد الفجيعة، تتذ...
قراءة الكل
"اعتصر كفها برفق، همست ودمعة تتكور في عمق عينيها: لم لا نواسي أمه ففي كل لحظة يموت طفل في العالم، أو أحمدي ربك أنه لم يمت بين ذراعيك فذلك لا يحتمل! تخفض صوتها: سأقول لك سراً لا أريدها أن تسمعه! مفجع أن يموت بعيداً أيضاً يكفي تخيله وهو ينادي، وتهتف: الموت حقير وكفى.تباغتت بعينيه، عيناه بلون الحشائش الرطبة، حنونتان حد الفجيعة، تتذكر ملامحه منذ سنين، تهمس بصدق وتأثر: أنت وسيم! لماذا كل الكتاب وسيمون والكاتبات يشبهن الضفادع؟!عض شفته السفلى مبتسماً، أوشك أن يحدثها عن حياته، وقفت مترنحة (لم تزل تبحث عنهم!) تفرد كفها وتثنى أربعة أنامل على التوالي (أشهر) تنفثها بحرقة، تتلفت حولها، تتمتم بلسان ثقيل تأخر فادي... تأخر كثيراً!"