تجربة شعرية جديدة في هذا الديوان للشاعر الشعبي العماني، الذي يضم عدداً من اللوحات المتنوعة والمترابطة في آن، إن في اختيارها للأسلوب أو للكتابة الشعرية وللموضوع، والتي تترك القارئ على سجيته ليختار نمطه في القراءة والفهم والتأويل.يقسّم الشاعر ديوانه إلى ثلاثة أبواب، قدّم لكل منها مستشهداً بأقوال شعراء آخرين، فبيت للشاعر قيس بن الم...
قراءة الكل
تجربة شعرية جديدة في هذا الديوان للشاعر الشعبي العماني، الذي يضم عدداً من اللوحات المتنوعة والمترابطة في آن، إن في اختيارها للأسلوب أو للكتابة الشعرية وللموضوع، والتي تترك القارئ على سجيته ليختار نمطه في القراءة والفهم والتأويل.يقسّم الشاعر ديوانه إلى ثلاثة أبواب، قدّم لكل منها مستشهداً بأقوال شعراء آخرين، فبيت للشاعر قيس بن الملوح في باب "للبياض ..أغنية"، وقول لسماء عيسى في باب "كشف"، وبيت لمحمود درويش لباب "على حافة القبر".القصيدة هي السلاح الوحيد في يد شاعر حساس، يرفعه ضد كل خيبات الزمن وضرباته، وفي وجه قسوة الحياة وأوجاعها. فمنذ أن سلخته باكراً من حضن براءة الطفولة السعيدة: "صباحك فل يا ذكرى، صباحك ورد يا أيام.."، ورمته في حضن الخيبات، اتسعت حدقة الشاعر على آخر مداها، ليرى بشفافية كل التفاصيل، ويكتب بالشعر كل المعاني الحبيسة: "..شاعر وشال الهدوء لعبة رياحه..". للتهور والطيش، كما لأي شيء آخر، حكمته: "..تذكري؟!/كان فمك مُثقل بمرّ الليالي/والكفاح/كان يا ما كان../يهدي لاندفاع الطيش/تجربته/وصفوة حكمته.."لكن كيف تحولت ضحكات العيد و: "..دارت الدورة/وصرنا مع شروق العيد/وجه سافر/يسفح أملاحه/وبين أسنانه يذوب الكلام..". وكيف اختفى الهوى: "..وكان الهوا لي وكان وكان/أجمل حلم عذب يأويني/والماي والدفء والتحنان/والناي وأندى تلاحيني..".وكيف يحرمه الموت جده الذي يفتقده في قصيدة "سؤال الفقد"، فيمدحه ولا يرثيه: "..وينك؟ زرعت الشجر غابات لأسرابك/وأعلنت ثورة هطول بوجه صحرائي/لوّنت حزن الجفاف بضحكة أعشابك/رميت في الظلمة دواير كثر لأضوائي..".يشتكي لصديقه همومه، ثم ينصحه : "..ما حكّ جاد همومي إلا صبر ظفري..وانتبه/لا يخطفك زيف لقناع ويذوي جوّاك الصحيح…" وحتى الدعاء بالسلامة يأتي شعراً: "..سلامتي/كل السلامة للأنا بكل استدارات القرابة/والوجع/والحب".أما الطلب الأخير: "تعال أضمّك الضمّة الأخيرة/قبل ما ألفظ أنفاسي وأسلّم.."، "..تصدق؟! ما بقي لي شيّ أعيره/من ضلوعي: دلال ونار تضرم.. "، فـ"..أبغمض هالجسد وأخلي لغيره/مكانه، بفكرة الوهم يتنعّم..".