يتضمن هذا الكتاب دراسة نقدية للكاتب والناقد العراقي المعروف الذي لُقّب بالمدافع الأول عن الثقافة العراقية، نتيجة لاهتمامه الدائم بها عبر مسيرته الطويلة بالنقد وبالنقد الأدبي على وجه الخصوص. ينقسم الكتاب إلى قسمين.يقدّم الناقد في القسم الأول، نظرته التحليلية لـ"سفر السرمدية" الرواية الأخيرة للروائي العراقي عبد الخالق الركابي، الت...
قراءة الكل
يتضمن هذا الكتاب دراسة نقدية للكاتب والناقد العراقي المعروف الذي لُقّب بالمدافع الأول عن الثقافة العراقية، نتيجة لاهتمامه الدائم بها عبر مسيرته الطويلة بالنقد وبالنقد الأدبي على وجه الخصوص. ينقسم الكتاب إلى قسمين.يقدّم الناقد في القسم الأول، نظرته التحليلية لـ"سفر السرمدية" الرواية الأخيرة للروائي العراقي عبد الخالق الركابي، التي تبحث في مفهوميّ اللذة والألم، وهما "حالتان مرتبطتان ولا سبيل إلى الفصل بينهما على الإطلاق"، و"أن ما يحكم حركة حياتنا وسلوكياتنا ليس -في جانبه الأعظم- ما يقرره الشعور، ولكن تلك القوى الماكرة التي تفعل فعلها من وراء ستارة، قوى اللاشعور التي يشتد دورها ويصل مديات استثنائية في عمليات الخلق الإبداعي ومن بينها الفن الروائي "الذي يعرفّه الروائي بأنه "بالنسبة إلى الفنان ضرب من اللعب، ولكنه لعب أليم".ويقول الناقد في ذلك "أنه بمجرد دخول الألم إلى ساحة اللعب، لا يعود اللعب لعباً". تحليل شيق، ومباراة ذات قيمة ومدلولات مثيرة للاهتمام، تدور بين الاثنين الراوي الصامت لكن الحاضر من خلال روايته، والناقد المتكلم الذي يشّرح ويفّند معطياتها وصورها ولغتها، ويقسّم القسم الأكبر من بحثه فيها تحت عناوين: "عند العتبة"، و"بعد العتبة، وفي الطريق إلى الجحيم"، ثم "الحب، عند أبواب الجحيم"، و"وقفة"، ليصل إلى "في قلب الجحيم".يعقب هذا القسم، ملحقاً بعنوان "حول الملحق..هل الإبداع لعب مميت؟"، يخصّه الكاتب لمناقشة معنى وأسس تشكيل حداثة عراقية وعربية في الرواية، وللحديث عن أطروحة رولاند بارت البنيوية ونظريته التي تدور حول "موت المؤلف"، وذلك استناداً إلى الرواية نفسها كنموذج تطبيقي.أما في القسم الثاني، فيدخل الناقد حيّز تحليل مسرحية "نهارات الليالي الألف"، الذي تناول فيها الروائي الركابي معالجته الجديدة والخاصة لموضوعة "شهرزاد"، والتي تبغي إثارة "التساؤلات التي يهّز بوساطتها مسّلماتنا الباردة الخادعة، فمنذ آلاف السنين والفلسفات البشرية قاطبة حائرة ومتضاربة في تحديد معيار واضح وقاطع يتم تحديد الشذوذ والانحراف على أساسه". كما يتطرق الناقد أيضا إلى موضوع استثمار هذه الموضوعة في الأدب العراقي.