يهدف هذا الكتاب لإعادة قراءة التحولات العالمية الكبرى وتقف على الزلازل الدولية بغية رؤية الفرص المتاحة فيها لدفع المشروع الإسلامي في مراحله المتقدمة لا أن تعيد تفصيل المشروع الإسلامي ونحته حتى يتناسب مع تلك التحولات والبون شاسع بين الرؤيتين، وهي استراتيجية لا تبدأ من الصفر بل تبني على ما تم إنجازه ولا تتجاهل الدروس الكبرى بل توظ...
قراءة الكل
يهدف هذا الكتاب لإعادة قراءة التحولات العالمية الكبرى وتقف على الزلازل الدولية بغية رؤية الفرص المتاحة فيها لدفع المشروع الإسلامي في مراحله المتقدمة لا أن تعيد تفصيل المشروع الإسلامي ونحته حتى يتناسب مع تلك التحولات والبون شاسع بين الرؤيتين، وهي استراتيجية لا تبدأ من الصفر بل تبني على ما تم إنجازه ولا تتجاهل الدروس الكبرى بل توظفها ولا تعترف بالثوابت التي قدسها المستضعفون نتيجة طول عهدهم بالمراجل الاستضعافية بل تلتزم بثوابت الكتاب والسنة وهي لا تكرر مقولة بني إسرائيل المهزومة: إن فيها قوماً جبارين. بل تلهج بقول الصحب الكرام رضي الله عنهم: "ولما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، وما زادهم إلا إيمناً وتسليماً".وإن هذا الكتاب الذي أقدمه بين يدي القارئ الكريم ليستهدف ما يلي: الهدف الأول: محاولة إعادة قراءة الحالة الإسلامية المعاصرة في ضوء الكتاب والسنة ونورهما المبين بغية التوصل إلى المخرج من الفتن التي تضرب الأمة شرقاً وغرباً وعدم القبول بالرؤى الترجيحية والعقلية المجردة والمرتبطة بدورها باتجاه واحد في تقدير الموقف العام وهو اتجاه التعامل مع الواقع سواء كان ذلك الواقع واقعاً جزئياً في البقاع المختلفة أو كان واقعاً دولياً يفرض الفتنة على المسلمين.كما ويهدف لتحديد نقاط التوقف والجمود الحالية في مسارات المشروع الإسلامي وتأمل حدود وخيارات النظريات التغيرية في مجال النهضة والتمكين والتي سادت بين الحركات الإسلامية خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين لعل ذلك التأمل أن يهدينا إلى تحديد دقيق لاتجاهات التغيير المتاحة في المرحلة التالية.واكتشاف العلاقة العملية بين مفردات المشروع الإسلامي والجهاد في فلسطين وتحديد البدائل المتاحة لحلحلة الجمود الذي يكتنف مسار ذلك الجهاد حيث تمكن المجاهدون وعموم الشعب الفلسطيني من إحداث تحول هائل في مسار النهضة المعاصرة للمسلمين عبر الإبداع الجهادي بتحريك أخطر مساحة يستقر عليها المشروع الصهيو أمريكي في العالم الإسلامي ولكن هذا التحريك وبعد مضي العقد والنصف إنه يقف اليوم معزولاً عن المسلمين ومهدداً بالوأد، وعليه فإن الرؤية المبسوطة في هذا الكتاب فيما يخص إنقاذ المسجد الأقصى إنما تتركز على كيفية الاستثمار المتبادل في الإنقاذ ما بين المسجد ومسار المشروع الإسلامي في حلقات التدافع.ويتوجه هذا الكتاب لقادة الحركات والجماعات الإسلامية والدعاة والعلماء في مشارق الأرض ومغاربها الذين أنيطت بهم أمانة الدعوة والجهاد إسهاماً ومحاولة لرسم الصورة الكلية في ساحة العمل الإسلامي أو بعضاً منها على أقل تقدير وتنبيها إلى أهم الأخطار التي تكتنف المسيرة الإسلامية المعاصرة ودعوة لتكامل الرؤى والاجتهادات بدلا من تضاربها المفضي للتنازع والفشل.