إن مفهوم الصوم الديني يختلف عن مفهوم الصوم الطبي إذ أن الأول واجب ديني يمارس ضمن فترة زمنية محددة، تبدأ في أوان وتنتهي في أوان، وغالباً ما يفطر الصائم، في الصوم الديني، على مآكل شهية ومرق ودهون قد لا تعوّض الصائم عن الوقود والغذاء الذي فقده طيلة نهاره. والمؤلف في كتابه "الشفاء بالصيام والحمية" ليس بصدد تناول هذا النوع من الصيام،...
قراءة الكل
إن مفهوم الصوم الديني يختلف عن مفهوم الصوم الطبي إذ أن الأول واجب ديني يمارس ضمن فترة زمنية محددة، تبدأ في أوان وتنتهي في أوان، وغالباً ما يفطر الصائم، في الصوم الديني، على مآكل شهية ومرق ودهون قد لا تعوّض الصائم عن الوقود والغذاء الذي فقده طيلة نهاره. والمؤلف في كتابه "الشفاء بالصيام والحمية" ليس بصدد تناول هذا النوع من الصيام، رغم انه سيشير إليه لبيان طرق الاستفادة من هذا الصوم، أما الصوم الذي سيجري الحديث عنه في هذا الكتاب فهو الصوم الطبي، وهو ما عرّفه علماء التغذية بأنه: الاقتناع الكلي أو الجزئي عن تناول المأكولات والمشروبات، أو الامتناع عن تناول المأكولات فقط لفترة من الزمن. وأيضاً يجب التمييز بين الصوم والحمية، فالحمية هي الامتناع بطرق مضبوطة ومدروسة عن بعض الأغذية بطرق جدية إذ انه يمتنع عن تناول بعض الأغذية المضرة به وهذا ما يلزمه اتباع برنامج غذائي معين هذا وان مفهوم "الجوع" إذ أن الجوع في اللغة يعني الفراغ، وقد يكون هذا الجوع خطراً مؤثراً على الجسم، مثل الجوع المرضي الذي يكون خطراً أحياناً، خاصة في حالة انسداد القناة الهضمية، أو في حالات الحميات الشديدة التي يرافقها هزال شديد، ويطلق على هذه الحالة لقب الجوع التجريبي إن الجوع ينتج عن الحرمان من الأغذية بسبب مقصود أي لأي عارض ما. إن العضوية هنا تحتاج إلى الغذاء وتطلبه بعكس الصيام الذي يعتبر امتناعاً طوعياً عن الأغذية، حيث يكون الجسم غير راغب في الأغذية لسبب ما حتى تتم له الراحة الكاملة وفي النهاية: إن الصوم موضوع الكتاب الذي بين يدي القارئ يختلف اختلافاً جذرياً عن مفهوم الجوع، إذ أن الصوم يعتبر لون من ألوان الراحة الجسدية، إنها الطريقة المثلى لراحة الجسم وتنظيفه. إن التداوي بالصيام يحتاج إلى إلمام دقيق ومعرفة واسعة كي يعطي النتائج المرجوة، وهذا ما يقوم المؤلف بعرضه في أقسام هذا الكتاب.