غير توجهك في الحياة،واستعد ابتسامتك للأبد.هل رأيت حيوان الكسلان من قبل في حديقة الحيوان؟ إذا كنت قد رأيته، فاعلم أنك رأيت واحدًا من أكثر المخلوقات الموجودة على سطح الأرض هدوءًا واسترخاءً ورقةً أيضًا، هذا فضلاً عن امتلاكه قدرةً فائقةً على التكيف مع الظروف المحيطة به - كما أن له ابتسامة رقيقة لا تفارق وجهه الوديع. ولعله يمتلك الكث...
قراءة الكل
غير توجهك في الحياة،واستعد ابتسامتك للأبد.هل رأيت حيوان الكسلان من قبل في حديقة الحيوان؟ إذا كنت قد رأيته، فاعلم أنك رأيت واحدًا من أكثر المخلوقات الموجودة على سطح الأرض هدوءًا واسترخاءً ورقةً أيضًا، هذا فضلاً عن امتلاكه قدرةً فائقةً على التكيف مع الظروف المحيطة به - كما أن له ابتسامة رقيقة لا تفارق وجهه الوديع. ولعله يمتلك الكثير والكثير من الخبرة والحنكة في الحياة التي يمكننا أن ننهل منها الكثير ونغترف من فيضها المزيد والمزيد أيضًا حتى نعيد البسمة إلى حياتنا للأبد.على سبيل المثال، تقوم أنثى حيوان الكسلان عند تربيتها لصغارها بغرس حب مناطق أشجار وأوراق معينة فيهم، وذلك حتى يشب الصغار دون الحاجة إلى التنافس على مصادر الغذاء. أليست هذه منتهى الحكمة؟ فيا للكم الكبير من الدروس التي قد نستطيع أن نتعلمها من هذا الحيوان!إن حيوانات الكسلان لم تكن أبدًا لتعيش في عالم متصنع وزائف مثل هذا العالم الذي نعيش فيه. فلقد ساهم كل منا في صناعة تلك الحياة المجنونة التي نعيشها والتي تتميز بإيقاعها السريع على مستوى جميع الأنشطة، والتنافس غير المنتهي، فضلاً عن النزعة الاستهلاكية التي كادت تبتلع تلك الحياة بمن فيها. وقد أصبحنا عبيدًا لمحاولاتنا تطوير ذواتنا والوصول للكمال والمثالية في كل شيء على حساب حقيقة أنفسنا الأصلية.لكن إن التفتنا لحياة حيوان الكسلان وما يقوم به من نشاط في حياته، فسنتمكن من إعادة اكتشاف فن العيش في حياتنا. كما أننا سنصبح أكثر قدرة على التكيف مع الظروف المحيطة بنا وأقل تأثرًا بما حولنا من مؤثرات. وسنبدأ في عيش الحياة والاستمتاع بها على نحو أكثر هدوءًا وتأنيًا.بتطبيق هذه التوجيهات، سنتعلم كيف ننظر إلى الحياة كما كنا ننظر لها ونحن أطفال صغار. وبذلك، سنتخلص من كل ما قد يقلقنا حول ما لا نملكه من أشياء وسنحصل في المقابل على متعة أكبر سنشعر بها تتدفق خلسةً إلى حياتنا مضيفةً إليها الإشراق والبهجة الدائمة.