الكتاب من تحقيق الدكتور عمر وفيق الداعوق.المطلع على كتب علم العقيدة والتوحيد الخاصة بالمدرسة "الماتريدية" يجد أن الباحثين الجدد قد غمطوا حقها في الظهور على صعيد إبراز تراثها ومؤلفاتها، وتحقيق المخطوط منها، فلم يظهر حتى الآن سوى القليل منها.وهذا ما يجعل كتاب الغزنوي "أصول الدين" يسد فراغاً مهماً في "مكتبة أصول الدين". ومن الجدير ...
قراءة الكل
الكتاب من تحقيق الدكتور عمر وفيق الداعوق.المطلع على كتب علم العقيدة والتوحيد الخاصة بالمدرسة "الماتريدية" يجد أن الباحثين الجدد قد غمطوا حقها في الظهور على صعيد إبراز تراثها ومؤلفاتها، وتحقيق المخطوط منها، فلم يظهر حتى الآن سوى القليل منها.وهذا ما يجعل كتاب الغزنوي "أصول الدين" يسد فراغاً مهماً في "مكتبة أصول الدين". ومن الجدير ذكره هنا أن المدرسة الماتريدية قد تخرج فيها العديد من كبار العلماء، فهناك "أبو المعين النسفي" صاحب كتاب "تبصرة الأدلة". وهناك العديد منهم.أما كتاب الإمام الماتريدي "التوحيد" فهو يعتبر في الطبقة الأولى، ثم كتاب تبصرة الأدلة لأبي معين النسفي.وبإمكان القول أيضاً: إن كتاب الغزنوي يعتبر مرجعاً للعلماء، وكذا وقاعد مهمة لطلبة العلم.على أنه يجب الاعتراف بأن المصنف أسهب في ذكر بعض مباحث الكتاب، كما هو الحال عند شرحه للصفات الواجبة والجائزة والمستحيلة في حق الله تعالى. إذ استغرق ذلك منه ما يقارب خمسة وستين فصلاً. أما بقية المباحث فقد كانت متناسقة إلى حد ما، ومتوازنة من حيث مقدار فصولها.ومن الناحية الشكلية كان توزيع المصنف لفصول الكتاب دون أن يذكر عنواناً لكل منها، واكتفى بعرض المسائل واحدة بعد أخرى.أما مصادر المؤلف: فمنها العقيدة الطحاوية، للإمام أبي جعفر الطحاوي، ومنها التمهيد لقواعد التوحيد، وكذا شرح العقائد النسفية والأربعين في أصول الدين للغزالي.وبالنظر للأهمية التي احتلها هذا الكتاب فقد اعتنى عمر وفيق الداعوق بتحقيقه فقام بضبط النص وفقاً لقواعد اللغة العربية مضيفاً بعض الكلمات التي يقتضيها السياق ووضعها بين قوسين، خاصة عندما تكون الجملة مبهمة أو مكان كلمة مطموسة وغير مقروءة، وذلك بقدر محدود، حفاظاً على النص الأصلي، وبينت ذلك في الهامش. وبما عقب على بعض الكلمات التي ذكرها المصنف في فصوله.كما وضعت بعض العناوين لأهم فصول الكتاب تسهيلاً للقارئ وتفصيلاً لمباحث هذا العلم. وذلك في كل موضوع على حدة. وجعلت هذه العناوين بين الأقواس.وقام بتخريج الآيات القرآنية وصحح ما وجد خطأ في نص المخطوطة، كما خرج الأحاديث الواردة من مظانها ما أمكن.كما علق على فصول الكتاب بمزيد من الشرح والإيضاح، وذلك في المسائل الخلافية بين المذاهب، وقارنها بآراء الخصوم والرد عليهم كلما اقتضت الحاجة.وخرج النصوص التي استعان بها المؤلف من الكتب الأخرى، وبين مكانها من مصادرها. ثم وضع فهرساً لمحتويات الكتاب. وأخيراً قدم للكتاب بمقدمة مسهبة تحدث فيها عن المصنف وعصره ومنهجه في التدوين.