حين قررت الكتابة عن مكانة عدن الروحية على ضوء الأحاديث النبوية عن اليمن، وبالذات عن عدن كان وجداني يمتلىء زخماً إثر أحاسيس الحزن الذي انتابني لفترة طويلة من الزمن على هذه المدينة الجميلة المشوّهة، وقد يستغرب المرء إن قلت إنها تمتد إلى ما يقارب الثلاثة عقود تخللتها زخات من الرضى والسكينة، كانت نتاج الواقع الذي شهد قليلاً من التحس...
قراءة الكل
حين قررت الكتابة عن مكانة عدن الروحية على ضوء الأحاديث النبوية عن اليمن، وبالذات عن عدن كان وجداني يمتلىء زخماً إثر أحاسيس الحزن الذي انتابني لفترة طويلة من الزمن على هذه المدينة الجميلة المشوّهة، وقد يستغرب المرء إن قلت إنها تمتد إلى ما يقارب الثلاثة عقود تخللتها زخات من الرضى والسكينة، كانت نتاج الواقع الذي شهد قليلاً من التحسن والهدوء في هذه المدينة كثيرة التقلبات، كبيرة التضحيات، وبعد أن سجدت لله طويلاً وجدت نفسي تلح عليّ أن أكتب ما اختزنه عقلي من معلومات واشراقات أدعو الله عز وجل أن ترى النور في يوم ما، وبحسب وعده لرسله وأصفيائه، وعلى كل فإني إذ أحاول هنا أن أعرِّف بهذه المدينة الصغيرة في مساحتها، البالغة الأهمية في موقعها، الكبيرة في دورها، العظيمة في تضحياتها، السخية في عطائها، الصابرة في آلامها ومعاناتها، الرقيقة في مودتها لكل من أتاها أو مرّ عليها، المدينة التي تحمّلت بدايات الوجود الآدمي في الجزيرة، كما يحكي الفكر الميثولوجي الديني، والمدينة التي ستحمل بمشيئة الله، "حركة النور والسلام والإيمان والتوحيد" إلى البشرية بأسرها، وإلى الكون بزواياه الأربع بل واتساعه اللامحدود.