يشكل عنوان النص الادبي اليوم ظاهرة ابداعية ، وعنصرا مركزيا وفاعلا من عناصر النص الموازي ، خاصة وانه بدأ يثرى وينمو ويؤسس لنفسه فلسفته الخاصة التي صعدت به الى مستوى مضاهاة النص او الاستقلال النصي في اجناس الخطاب الادبي كافة ، جرّاء تزايد اهتمام كل من المبدع والمتلقي بما يحيط بمتن النص من عتبات سيميائية يتصدر العنوان مقدمتها ، مفت...
قراءة الكل
يشكل عنوان النص الادبي اليوم ظاهرة ابداعية ، وعنصرا مركزيا وفاعلا من عناصر النص الموازي ، خاصة وانه بدأ يثرى وينمو ويؤسس لنفسه فلسفته الخاصة التي صعدت به الى مستوى مضاهاة النص او الاستقلال النصي في اجناس الخطاب الادبي كافة ، جرّاء تزايد اهتمام كل من المبدع والمتلقي بما يحيط بمتن النص من عتبات سيميائية يتصدر العنوان مقدمتها ، مفتاحا تاويليا ، وعاملا مساعدا بل ومركزيا في فك مغاليق النص المندرج تحته ، لذا وجدنا ان دراسة العنوان بوصفه اشكالية بحد ذاته ، والانفتاح التطبيقي على عنوان القصيدة في شعر محمود درويش _ لما لتجربة الشاعر عموما من فرادة ، ومالعنوان قصيدته من خصوصية _ وجدنا ان ذلك كله يمكن ان يصب في مصب الجهود التي تسعى الى تلبية حاجة ، و سد ثغرة توفرت عليها المكتبة العربية سواء فيما يخص الاشكالية العنوانية التي لم تستوف حقها من الدرس _ رغم عدم ندرة المنتج النقدي في هذا المجال في السنين الاخيرة _ ، ام فيما يخص العينة الدرويشية التي اهتم الجهد النقدي بمتنها اهتماما ملحوظا ، دون الوقوف عند جماليات العنوان في خطابها الشعري ، في عصر لم يترك الهم الاكاديمي فيه جانبا من جوانب ومتعلقات الابداع ؛ الا وحاول جاهدا سبر غوره والكشف عن دقائقه متوخيا بذلك فتح العملية النقدية الى فضاءات ارحب لفهم اشمل واكثر موضوعية للعملية الابداعية .