المدخل لدراسة التفسير وعلوم القرآن

القرآن الكريم حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، من اعتصم به هُدي وعصم، ومن تنكب له ونكص عنه، ضل وقُصم، وهو حجة الله على خلقه إلى يوم الدين، فيه من صفات الكمال ما يليق بمنزله ومشرعه، فهو رباني المصدر، محفوظٌ بأمر الله ومشيئته.ومن حِفْظ الله لكتابه، أَنْ هيأ له قلوب عباده الأتقياء المخلصين وصدورهم، من عصر النبوة وحتى عصرنا الحاضر، فمنهم من اشتغل بحفظه وضبطه، ومنهم من اشتغل بعلومه وفنونه، فتنوعت كتب التفسير وتعددت، وكثرت الكتابات في علوم القرآن حتى كان التفسير وعلوم القرآن من أكثر مجالات العلوم الشرعية بحثاً وتأليفاً ولله الحمد، فجزى الله سلفنا الصالح وعلماءنا خير الجزاء.وما هذا الكتاب إلا قطرة من بحر هؤلاء الأفذاذ، ومن مداد علمهم الذي لا ينضب، وليس علماً جديداً، غير أني وجدت كتب من سبقوا قد فاضت وسمنت بعلوم التفسير والقرآن، فعمدت إلى هذه الدراسة لتقريب علوم القرآن وتسهيلها لكل المقبلين على كتاب الله من المختصين بالعلم الشرعي، وغيرهم من المقبلين عليه، وقد وسمت هذا الكتاب بـِ (المدخل لدراسة التفسيروعلوم القرآن).وجعلته في مقدمة وتمهيد وثمانية عشر مبحثاً وخاتمة.- فأما المقدمة: فللحديث عن هذهِ الدراسة، ودواعي كتابتها ومميزاتها.- يلي المقدمة: تعريف بمصطلحات الدراسة، كمفتاح للقارئ الكريم.- والتمهيد: لأضع بين يدي المشتغلين بكتاب الله ما يجب أن يكونوا عليه من تقوىً وسلوك، حتى يكونوا نماذج يحتذى بها.- وأما المباحث الثمانية عشر: فعرضت فيها أبرز علوم القرآن والتفسير وهي: القرآن الكريم، والوحي، وأسباب النزول، والنسخ والمطلق والمقيد، والخاص والعام، والمجمل والمفصل، والمحكم والمتشابه، وموهم الاختلاف والقصص القرآني، والإسرائيليات، وإعجاز القرآن، والقراءات القرآنية والأحرف السبعة، وترجمة القرآن، والتفسير، واتجاهاته، ومناهج المفسرين.- ولتمام الفائدة وضعت بين يدي الدارس في نهاية الكتاب أبرز المصادر والمراجع في التفسير وعلوم القرآن.مميزات هذه الدراسة- الإيجاز غير المخل – بإذن الله- فقد خلا الكتاب من الحشو الزائد والإسهاب الممل.- التوثيق من حيث تخريج الأحاديث، والتزام الصحيح منها فقط.- ضرب الأمثلة في جميع العلوم المطروحة، حتى يتضح المقال، ويؤتي أكله.- سهولة اللغة وتقريبها لكل من رغب في معرفة علوم القرآن والتفسير والاشتغال بها.- الابتعاد عن الخلاف الذي يشتت الموضوع، ويضعف المعلومة.