الموضوع الذي يتناوله هذا البحث، هو فلسفة الأخلاق عند صدر الدين الشيرازي، والشيرازي غني عن التعريف في واقع الأمر، فاسمه ليس غريباً على كل مطلع دقيق في التراث الإسلامي الأصيل، فهو مفكر بارز في تاريخ الفلسفة الإسلامية، بل يعد أحد أعلام الحضارة الإسلامية في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي).صدر الدين، مفكر مبتكر، وفيلسوف...
قراءة الكل
الموضوع الذي يتناوله هذا البحث، هو فلسفة الأخلاق عند صدر الدين الشيرازي، والشيرازي غني عن التعريف في واقع الأمر، فاسمه ليس غريباً على كل مطلع دقيق في التراث الإسلامي الأصيل، فهو مفكر بارز في تاريخ الفلسفة الإسلامية، بل يعد أحد أعلام الحضارة الإسلامية في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي).صدر الدين، مفكر مبتكر، وفيلسوف محقق، وذو أسلوب في الكتابة دقيق جداً، لكنه غير مبهم لذوي الاختصاص، ترك مؤلفات عدة في شتى أنواع الثقافة، وألوان المعرفة تنم عن عقلية موسوعية كبيرة، يجد فيها الباحث فنوناً متنوعة، من فلسفة، وكلام وتصوف، وأخلاق، ونحو، ولغة، وأدب، وغيرها. ولقد خدم (ملا صدرا) اللغة العربية أعظم خدمة، إذ أخرج كنزاً عظيماً من درر الحكمة ولآلئ العلم من مختلف صنوف المعرفة، فهذه الخدمة أحرى أن تقدر.إن من بين الموضوعات التي تناولها فيلسوفنا في مؤلفاته القيمة (الأخلاق)، ولعل هذا الموضوع لم يطرح سابقاً، ولم تسلط الأضواء على دراسته كدراسة متخصصة.وهذا البحث يتخذ من الأخلاق موضوعاً له، ومشروعاً ليقف على حقيقة جهد (ملا صدرا) في هذا المجال معتمداً لفي دراسته هذه على مؤلفاته التي تتناول موضوعات أخلاقية والتي تيسر الحصول عليها، فجعلتها سبيلاً للوصول إلى معرفة آرائه الأخلاقية، واستخلاص النتائج منها ومستعيناً في نفس الوقت بجهود الباحثين العلمانيين لفهم وتحليل ما صعب وتعسر على فهمه من مؤلفاته، فاتخذ من التحليل والتركيب منهجاً في دراسته هذه، والواقع: أن صدر الدين لم يؤلف كتاباً مستقلاً في الأخلاق، ولكنه تناول هذا الموضوع في سياق مؤلفاته الفلسفية ولا سيما الأسفار الأربعة.وبالعودة لمتن البحث نجده قد قسم على تمهيد وأربعة فصول وخاتمة. تناول التمهيد، أهم المذاهب الأخلاقية التي حاولت تحليل العلاقة بين الطبيعة البشرية من جهة، وبين الواقع الموضوعي من جهة أخرى.وأما الفصل الأول: فتكلم عن حياة صدر الدين ومساره الفلسفي، وتضمن خمسة مباحث: الأول: حياته وسيرته العلمية، الثاني: آثاره ومنهجه في التأليف، الثالث: عصره، الرابع: موقفه من الفرق المختلفة، الخامس: أهميته في تاريخ الفلسفة الإسلامية.وأما الفصل الثاني: فدرس الأصول الفلسفية لنظرية صدر الدين الأخلاقية، وتضمن أربع مباحث. الأول: تحدث حول الأصل الديني (القرآن، والسنة الشريفة، وأقوال الأئمة رضي الله عنهم). الثاني: ألأصول الفلسفية الإسلامية، الثالث: الأصول الصوفية والكلامية الإسلامية، الرابع: الأصول الفلسفية اليونانية.وأما الفصل الثالث: فدرس الطبيعة البشرية في فلسفة الأخلاق عند صدر الدين الشيرازي، وتضمن ثلاثة مباحث: الأول: مكونات الطبيعة البشرية، الثاني: الصفة الأخلاقية للطبيعة البشرية، الثالث: الطبيعة البشرية وإمكانية تغيير صفتها الأخلاقية.وأما الفصل الرابع: فتضمن الأخلاق النظرية عند صدر الدين الشيرازي، وتناول سبعة مباحث: الأول: حقيقة الخلق، الثاني: العلاقة بين الأخلاق والمعرفة، الثالث: اللذة والألم، الرابع: الفضيلة والرذيلة، الخامس: السعادة والشقاء، السادس: الخير والشر، السابع: الحسن والقبح العقليين.أما الخاتمة: فاستعرضت خلاصة مركز عن النتائج التي توصلت إليها في البحث.