بيو باروخا ( 1872- 1956) من أهم كتاب اسبانيا في القرن العشرين، ينتمي للجيل لــ 98. درس الطب قبل أن يتفرغ لكتابة الرواية والقصص. تمتاز اعمال بواقعية يحكمها موقف المبدع من العالم، والذي يتمحور حول رؤية أناركية لا سلطوية، فجميع شخصياته لها مرجعية مباشرة من الواقع الاسباتي المحلي، تأتي من الحياة اليومية لتتموضع في النص بكامل عفويتها...
قراءة الكل
بيو باروخا ( 1872- 1956) من أهم كتاب اسبانيا في القرن العشرين، ينتمي للجيل لــ 98. درس الطب قبل أن يتفرغ لكتابة الرواية والقصص. تمتاز اعمال بواقعية يحكمها موقف المبدع من العالم، والذي يتمحور حول رؤية أناركية لا سلطوية، فجميع شخصياته لها مرجعية مباشرة من الواقع الاسباتي المحلي، تأتي من الحياة اليومية لتتموضع في النص بكامل عفويتها وهامشيتها وضعفها وفرديتها ، وهي تحمل على كاهلها بعداً فلسفياً يرجع افكار شوبنهاور ونيتشه، بينما هي تمارس الاسى او الفكاهة أو الخرافة في المناخ الاجتماعي الذي يتطور فيها الحدث السردي سواء في الريف أو في المدينة، قاسمها الجامع عدم القدرة على التكيف مع المحيط والمتواضع الاجتماعي المتكرس الذي يحيق بها اضافة لمصير الفشل . ويتضامن الكاتب مع شخصياته بكافة تنوعاتها الاجتماعية والاثنية بشعرية تحنو على ركامهم وخرائبهم. المادية والمعنوية، تنقب فيها ما لانقاذ ما يصلح لاستمرارية الحياة، وهي ما لا يصلح من أفكار وأنظمة خارجاً. هذه المجموعة القصصية التي تقدمها سلسلة ابداعات عالمية للقارىء العربي تنتمي في معضمها لمرحلة شباب الكاتب، بمعنى أنها تعكس بامتياز الحس العام التشاؤمي الذي ساد اسبانيا بعد فقدها آخر مستعمراتها ( كوبا وجزر الفلبين)، ودخولها القرن العشرين بكل هزائمها التاريخية وأفول اسبانيا القديمة.