أخذ يتحسس رأسه ويشعر بشقوق تتصدع، نقطة زرقاء ترتسم في عمقه، يحسها صغيرة جدا وسرعان ما تكبر وتبتلع ما تجد أمامها، بل لها جاذبية غريبة تحولها إلى ثقب كثيف لا يعلم كيف تكون نهايته.. أحلامه تستوي كخطوط متداعية، أقلام رصاص ملونة منزوعة الرؤوس تتكسر تحت أرجل الأطفال وهم يصرخون ومرعوبون مما سيأتي، ربما يكون انفجارا مدويا حدث في الشارع ...
قراءة الكل
أخذ يتحسس رأسه ويشعر بشقوق تتصدع، نقطة زرقاء ترتسم في عمقه، يحسها صغيرة جدا وسرعان ما تكبر وتبتلع ما تجد أمامها، بل لها جاذبية غريبة تحولها إلى ثقب كثيف لا يعلم كيف تكون نهايته.. أحلامه تستوي كخطوط متداعية، أقلام رصاص ملونة منزوعة الرؤوس تتكسر تحت أرجل الأطفال وهم يصرخون ومرعوبون مما سيأتي، ربما يكون انفجارا مدويا حدث في الشارع المقابل، والأرواح تكاد تخرج وسحابة بلون الملاءة تكبر وتكبر، ثم يجذبها الثقب الأزرق ليحدث صفيرا في الذاكرة المتداعية، ويد ترتجف كأنها مصابة بالتيتانوس تمتد إلى الجبهة لتجدها في حالة غليان، يحاول إطلاق صرخة مدوية، ليشعر بألم حاد في حنجرته كأن قوة تدخلت لتمزق حباله الصوتية التي يكاد يراها أمامه ممزقة ويبقى بلا صوت وهو الذي بلا ذاكرة، منذ أن وجد نفسه على هامش هذه المدينة الكبيرة التي يقرأ يوميا في لوحات طرقها أسماء لا توحي إليه بأي شيء، وينكمش على ذاته، والصور تضطرب عنده وهو يمسك بالرأس مشبها ذلك التاجر الذي تفجر رأسه في سوق الخضر والفواكه كأنه حشي بالمتفجرات التي تستعمل في العمليات الانتحارية التي أصبحت موضة هذا الزمن الجديد. يتحسس بكلتى يديه وجهه كأنه يكتشف ذاته لأول مرة، ويتأمل يديه بحثا عن شيء لا يعرفه، فقد يجد أثرا قديما يذكّره بحادثة ويكون مفتاحا لإعادة قراءة نفسه.