أحياناً تغمر الإنسان رغبة عارمة في أن يقف مع نفسه.. يبتعد عن الحياة.. يغلق نوافذ الاتصال بالعالم.. يطفئ هاتفه المحمول.. والتلفاز.. يبتعد عن الانترنت.. ويفتح معين ذكرياته.. ليفضفض علي صفحة بيضاء من الورق، عما يجول في عقله وروحه من خواطر وتأملات وقضايا تؤرق يومه، وآمال يحيا بها، وطموح في مستقبل أفضل، لكن في النهاية تبقي هذه الخواط...
قراءة الكل
أحياناً تغمر الإنسان رغبة عارمة في أن يقف مع نفسه.. يبتعد عن الحياة.. يغلق نوافذ الاتصال بالعالم.. يطفئ هاتفه المحمول.. والتلفاز.. يبتعد عن الانترنت.. ويفتح معين ذكرياته.. ليفضفض علي صفحة بيضاء من الورق، عما يجول في عقله وروحه من خواطر وتأملات وقضايا تؤرق يومه، وآمال يحيا بها، وطموح في مستقبل أفضل، لكن في النهاية تبقي هذه الخواطر حبيسة النفس والعقل إلا إذا آتت الانسان هذه الجرأة ليضعها في شكل مقالات أو خواطر، وهذا ما نجده في هذا العدد من كتاب اليوم بعنوان "المحاكمة .. تأملات في حال الدنيا والعباد" للكاتب إلهامي راشد، الذي نجد فيه نوعية جديدة من الكتابة الأدبية حيث يكتب عن الإنسان في أصعب حالاته وأكثرها حزناً وتأملاً، عندما يواجه الكاتب الورقة والقلم في حديث صادق مع تأملاته، قد يجد فيه ما يجعله يستشف حقائق جديدة عن الحياة وعن نفسه، أو أن يجد طريقاً جديداً للتفكير في حل نوع معين من المشاكل، وتميز في هذا اللون الأدبي عدد من الكتاب، ولكن هذا الكتاب يتميز بأفكاره المحددة التي يعبر عنها مباشرة عنوان كل مقالة، كما أن كل مقالة تتميز بتكثيفها الشديد، مع عرضها لأفكار كبيرة في الوقت نفسه، تعكس ثقافة حياتية متنوعة من الكاتب، كما تعكس إطلاعًا كبيرًا عما يجول في ذهن إنسان هذا العصر وسط كل المتغيرات التي يحياها بين متغيرات بيئية وتكنولوجية واجتماعية.ومن أهم النقاط التي يثيرها الكتاب ومقالاته الرائعة هو التفكير في كل ما يحيط به من دون حدود أو فواصل أو رقيب علي فكره وضميره سوي عقله ومبادئه، وأحب أن ألفت إلي أن عناوين المقالات نفسها تشهد تكثيفاً جميلاً فهي لا تتعدي الكلمة أو الكلمتين مثل : "المحاكمة" ،"الموت" ،"النوم" ،"الحمار" ،"ولا عزاء للرجال" ،"الخداع البصري"، "الخط الأحمر"، " ورقة التوت"، "سارق الفرحة" ، "ماذا لو"، "الصديق الوفي"، " في الأعماق"، " ذبحة صدرية "، " آمال واهية"، "الغيبيات"، "السعادة"، الإحساس نعمة الآن أترككم مع صفحات هذا الكتاب القيم، وأرجو أن يري فيه كل قارئ شيئًا من نفسه أو خواطره أو تأملاته، فاقرأوا واستمتعوا.