في السنوات القليلة الماضية عاشت مصر ومعها الأمة العربية أجواء الثورة .. تلك الثورات التي لم يكن لها قيادة بارزة فكانت أقرب إلى الانتفاضة، وكانت أخطاء – ولا تزال – ولم تجد الجماهير ما يرضي طموحاتها أو يحقق أحلامها فيما خرجت وثارت من أجله .. من هنا وجدنا كثيرون ينقبون في تاريخهم عن روح الزعيم والقائد والثائر والمعلم ، وجدنا صور ال...
قراءة الكل
في السنوات القليلة الماضية عاشت مصر ومعها الأمة العربية أجواء الثورة .. تلك الثورات التي لم يكن لها قيادة بارزة فكانت أقرب إلى الانتفاضة، وكانت أخطاء – ولا تزال – ولم تجد الجماهير ما يرضي طموحاتها أو يحقق أحلامها فيما خرجت وثارت من أجله .. من هنا وجدنا كثيرون ينقبون في تاريخهم عن روح الزعيم والقائد والثائر والمعلم ، وجدنا صور الزعيم جمال عبد الناصر تُرفع في ميادين مصر.. و بإصرار وبأيدي من لم يعايشوا جمال عبد الناصر بل بمن ولدوا بعد رحيله..! لمــاذا ؟ هل لأن جمال عبد الناصر لمس قلوب الضعفاء والكادحين المظلومين .. هل لأنه انحاز إلى العمال والفلاحين و عمال التراحيل والمعدمين .. هل لأن جمال عبد الناصر سعى لتوحيد الصف الوطني والعربي وتحرير إرادة شعوب العالم الثالث من الهيمنة الاستعمارية.. فحفر صورته في قلوب الشعوب العربية والأفريقية والآسيوية... بل ربما لذلك كلـــه . فكان لزاما علينا إعادة التنقيب في حياة الزعيم جمال عبد الناصر ، فلم نجد أصدق وأقرب من سامي شرف الذي عايش جمال عبد من الناصر أكثر من 155500نعم مائة وخمسة وخمسون ألف ساعة طيلة 18 عاما من النضال في الداخل والخارج .. إذا جالسته وجدت الاخلاص والتواضع والزهد .. وجدت أصالة شعب مصر و روح جمال عبد الناصر تسكن في عقله وقلبه .. إنه رجل المعلومات الذي ساهم في تأسيس جهاز المخابرات العامة عام 1952ثم اختاره الرئيس جمال عبد الناصر للعمل سكرتيراً لرئيس الجمهورية للمعلومات، واستمر في هذا المنصب حتى 28 سبتمبر/ أيلول 1970..ثم جاور السادات لعدة أشهر ..مع البداية ـ يناير 1953 ـ سُجن بسبب وشاية فيما عُرف بقضية المدفعية.. وكانت مكافأة نهاية خدمته الحُكم عليه بالإعدام ـ فيما عُرف بانقلاب مايو1971، ثم خُفِّف إلى المؤبد قضى منها عشر سنوات متنقلاً في سجون مصر؛ وعلى الرغم من ذلك لم يتمالك دموعه عندما علم باغتيال الرئيس السادات ، بكى العيش والملح، رغم الخلاف السياسي ورغم ظلمات السنوات والأيام في السجن و رغم وشايات الأصدقاء والزملاء.. إنها تراجيديا السياسة !!لقد سلمنا جميع أوراقه لنقدمها للجماهير خاصة الشباب والتي تصدر في أجزاء متتالية.. لنتعلم ونصحح أخطاءنا وننفض الخلافات ونتعلم أن الشعب هو الذي يراقب ويحاكم والتاريخ يسجل ويحاسب..