الحج المبرور

للإسلام أركان خمسة ولكل ركن خاصية يمتاز بها، أما الركن الأول في الإسلام "قول لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فلا يقبل أي عمل بدون الشهادتين، ثم بعده أركان أربعة هي العبادات.فالعبادات في الإسلام مدارس للتربية بكل أشكالها وصورها وأبعادها، فالصلاة مدرسة تربي المسلم على طهارة الباطن والظاهر، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر والصوم مدرسة يتربى فيها المسلم على التقوى والصبر والتضحية والإيثار وكل أشكال التربية والتهذيب الخلقي، والزكاة تظهر نفس المسلم من الشح والبخل وتربية على البذل والعطاء والكرم...والحج مدرسة تجمع بين التزكية الروحية والمالية، ففيه تعظيم لشعائر الله تعالى، وإعتراف بالعبودية له وحده، وطلب لمرضاته ببذل النفس والجهد والمال، وفيه تطهير النفوس من زينة الحياة الدنيا ومتاعها، وإظهارها بمظهر العجز والضراعة والخشوع والإخلاص وصفاء النية، وفيه تعويد المسلم على الصبر وتحمل المشاق في سبيل الله تعالى.من أجل ذلك قدم المؤلف هذا الكتاب عن الحج معتمداً على كتب الفقه ومن خلال التجارب الشخصية في رحلة الحج حيث أدرج فيها أحكام الشريعة الضرورية المتعلقة بهذه الشعيرة التي تعدّ من دعائم الإسلام العظيم وقواعده المنصوص عليها، مركزاً بذلك على حج التمتع لأنه هو الأسهل على الحاج والأفضل...