كُنا في يناير،كانا يجلسان بجواري، وبصوتٍ عال إلى درجة الإزعاج، أخبر أحدهما الآخر أن جده يرغب في الزواج من جديد، فأجابه أنه يستطيع بلاشك، أردف: حافظ القرآن لا يشيب أبدًا. مؤمنًا على كلام صاحبه قال : بالطبع بالطبع.التفت أحدهما إليَّ، طالبًا أن أفتح النافذة التي بجواري، تجاهلت دهشتي، وفعلت، مدَّ يده بكيس يحمل بقايا طعام، كان يريد أ...
قراءة الكل
كُنا في يناير،كانا يجلسان بجواري، وبصوتٍ عال إلى درجة الإزعاج، أخبر أحدهما الآخر أن جده يرغب في الزواج من جديد، فأجابه أنه يستطيع بلاشك، أردف: حافظ القرآن لا يشيب أبدًا. مؤمنًا على كلام صاحبه قال : بالطبع بالطبع.التفت أحدهما إليَّ، طالبًا أن أفتح النافذة التي بجواري، تجاهلت دهشتي، وفعلت، مدَّ يده بكيس يحمل بقايا طعام، كان يريد أن يقذفه من النافذة، حاولت منعه عن ذلك، قذفه بعنف، ناظرًا باشمئزاز إلى مفتاح الحياة التي يتدلى من رقبتي، والتفت مكملًا حديثه: يريدها بكرًا، تعرف ربها جيدًا. طلبتُ أن يخفضا صوتيهما قليلًا، انفجرا في الضحك معًا، حيث لا مبرر لذلك."على جنب يا أسطى". قالها أحدهما بصيغة ألا فائدة. ونزلا، لم ينسيا أن يرمقاني بنظرة لم أستطيع تحديد كنهها بالضبط. كان علىّ النزول أنا الأخرى، لم افعل، أغلقت النافذة بجواري، واسترخيت في مقعدي، ناولت السائق شريط كاسيت كان في حقيبتي، فأدراه وانساب صوتها بديعًا:" أهل الهوى يا ليل فاتوا مضاجعهم