إن هذا الكتاب، ليس كتاباً تنظيرياً لنمط الإنتاج المشرقي في ظل السيطرة العثمانية، بل هو دراسة وتحليل لواقع العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي نشأت في الأرياف اللبنانية بين المالكين والفلاحين من جهة، وبين كل فئة من هؤلاء والأرض التي يملكونها أو يعملون عليها من جهة أخرى.إنه أشبه ببحث ميداني اجتماعي اقتصادي مستنداً غلى وثائق أصلية...
قراءة الكل
إن هذا الكتاب، ليس كتاباً تنظيرياً لنمط الإنتاج المشرقي في ظل السيطرة العثمانية، بل هو دراسة وتحليل لواقع العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي نشأت في الأرياف اللبنانية بين المالكين والفلاحين من جهة، وبين كل فئة من هؤلاء والأرض التي يملكونها أو يعملون عليها من جهة أخرى.إنه أشبه ببحث ميداني اجتماعي اقتصادي مستنداً غلى وثائق أصلية. بحث يربط العلاقة الاجتماعية الاقتصادية للفلاح والمالك على حد سواء بإنتاج الأرض ومعمل الحرير، وقدرة هذا الإنتاج هلى تأمين الحد الأدنى من الاستقرار الغذائي والاقتصادي لسكان الريف في أرضهم بدلاً من غربتهم ونزوحهم وهجرتهم من ريفهم ووطنهم.إنه كتاب يرصد تطور العلاقات الاجتماعية والاقتصادية في الأرياف اللبنانية في ظل نمط الإنتاج المشرقي وتشكيلته العثمانية. حيث تشكلت منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فئة من مالكي الأرض تختلف في منبتها عن أصحاب الملكية الإقطاعية والفلاحية المشرقية، ولم تصل في علاقاتها إلى نمط الإنتاج الرأسمالي الأوروبي. فاقتصر دورها الاقتصادي على الوساطة التجارية وتكديس الرساميل النقدية الربوية، وليس تشكيل طبقة برجوازية رأسمالية.