فتح صاحب هذا الكتاب كوّة لدرس الدين عند العرب قبل الإسلام كان هو رائدها، وفاتح طريقها، فقد شرع في الكتابة فيه قبل دخول القرن العشرين بأربع سنوات، يوم كانت أمثال تلك الأفكار بله الدراسات معدومة في العربية، وكانت تسي بخطى متعثرة حذرة في الغرب، ويجيء هذا الأب الصابر فيضع الفكرة موضع التنفيذ، ويبدأ بالتأليف في هذا الفن، وإن كان هذا ...
قراءة الكل
فتح صاحب هذا الكتاب كوّة لدرس الدين عند العرب قبل الإسلام كان هو رائدها، وفاتح طريقها، فقد شرع في الكتابة فيه قبل دخول القرن العشرين بأربع سنوات، يوم كانت أمثال تلك الأفكار بله الدراسات معدومة في العربية، وكانت تسي بخطى متعثرة حذرة في الغرب، ويجيء هذا الأب الصابر فيضع الفكرة موضع التنفيذ، ويبدأ بالتأليف في هذا الفن، وإن كان هذا الأمر غريباً على المناخ الثقافي يومذاك فهو ليس بغريب على الأب أنستاس، الذي ولع بكل جديد، وكانت المعرفة ضالته يفتش عنها أنى كانت. وجدنا هذا متمثلاً في كتابنا هذا، وسنجده أيضاً في كتب أخرى نخص منها بالذكر كتابه (ديوان التفتاف) الذي بناه على اطلاع واع لفن من الفنون التي لم يسمع عنها أحد في وقته وهو (الفولكلور)، الذي اثبت مصطلحة صرحة في مفتتح كتابه، ثم تولى تعريبه بنفسه، وسمّاه علم القوميات، وسنقف عندهذا الموضوع في مكان آخر.