في عام 1975 احتفلت الولايات المتحدة الأمريكية بمرور مائتي عام على استقلالها. ولقد كانت الأعوام المائتان أعواما حافلة بالنسبة لأمريكا والعالم. إذ كانت البداية, أو قبلها بنصف قرن تقريبا حداً فاصلا في تاريخ الحضارات البشرية, مثلما كانت النهاية لهذه الأعوام أيضا. كانت البداية بداية الموجة الثانية حسب تعبير الفين توفلر في كتابه "المو...
قراءة الكل
في عام 1975 احتفلت الولايات المتحدة الأمريكية بمرور مائتي عام على استقلالها. ولقد كانت الأعوام المائتان أعواما حافلة بالنسبة لأمريكا والعالم. إذ كانت البداية, أو قبلها بنصف قرن تقريبا حداً فاصلا في تاريخ الحضارات البشرية, مثلما كانت النهاية لهذه الأعوام أيضا. كانت البداية بداية الموجة الثانية حسب تعبير الفين توفلر في كتابه "الموجة الثالثة" أي بداية عصر الثورة الصناعية التي شهدت مرحلة طريفة جديدة في الإنتاج, هي الإنتاج الآلي الواسع, وسيطرة الإنسان على الطبيعة ومحاولة استكناه قوانينها. وكانت مرحلة انطلاق للفكر وتحرر من آسار الجمود, واتساع قاعدة التعليم, وسبر أغوار النفس البشرية, واستخلاص قوانين التطور في مجال الكون والحياة والمجتمع. كما كانت كذلك بداية لمرحلة اغتراب للإنسان ومعاناة جديدة. وحققت الولايات المتحدة مع ختام هذه المرحلة زعامة للعالم الغربي, وصدارة في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي, ومن ثم كان الإحتفال بمرور مائتي عام, كما يقول مؤلفو الكتاب في مقدمتهم "فرصة فريدة لتقديم مثل هذه الدراسة, إذ أنها مناسبة مواتية لتقويم موقفنا, أين كنا؟ وما هو وضعنا الراهن؟ وإلى أين نحن صائرون على أرجح تقدير؟"