لا يزال شعر أبي تمام موضوعاً مطروحاً في الدرس النقدي المعاصر/ في محاول المجاوزة المنظورة النقدي العربي القديم له، والذي انصب على المضمون والصورة من زاويتين، هما الخروج على الذائقة العربية من جهة، والخروج على عمود الشعر من جهة أخرى، ومن ثم، تصبح الحاجة إلى دراسة أبي تمام، من منظور جديد، ضرورية منظور جدلي، يعاين النصوص مثلما يعاين...
قراءة الكل
لا يزال شعر أبي تمام موضوعاً مطروحاً في الدرس النقدي المعاصر/ في محاول المجاوزة المنظورة النقدي العربي القديم له، والذي انصب على المضمون والصورة من زاويتين، هما الخروج على الذائقة العربية من جهة، والخروج على عمود الشعر من جهة أخرى، ومن ثم، تصبح الحاجة إلى دراسة أبي تمام، من منظور جديد، ضرورية منظور جدلي، يعاين النصوص مثلما يعاين الوجود، ويعيد تشكيل العمل الأدبي في صورة ذهنية واعية، لم يتكن صورتها المجردة واردة في ذهن الشاعر الحداثي القديم من جانب، بينما لم تكشفها مواضعات التراث النقدي العربي من جانب آخر. في هذا الكتاب، تعالج د/يسرية المصري شعر أبي تمام، باعتماد أدوات التحليل البنائي، حيث يمكن وضع النص في صورة شبكة لا نهائية من العلاقات، خاصة مجال العلاقات الإيحائية التي تنتهي إلى شبكة لا نهائية من الدلالات. كما يمكن الكشف عن جدلية قارة في النصوص، عبر مفاهيم التقابل والأثنينية والتزامن والثنائيات الضدية، لا في المستوى الفكري الدلالي فحسب، بل في المستوى المعجمي والصرفي، والإيقاعي والتركيبي، وتفسر الدراسة إحدى خصائص شعر أبي تمام، وهي خصيصة الغموض، وتعدد الاحتمالات الكامنة في الدلالة، من خلال استخدامه الخاص المفرط للاستعارة، والطباق، والجناس، والكتاب-في النهاية-يفتح أفقاً جديداً على دراسة التراث الشعري، وفق منظور القراءات النقدية المحدثة.