تعتبر القضية الفلسطينية واحدة من ابرز قضايا العصر بالغة التعقيد، التي نالت تشويها إعلاميا يوازي تعقيدها. وقد اضطلعت بذلك التشويه المؤسسات الصهيونية عبر وسائلها الإعلامية المتنوعة - المسموعة والمقروءة والمرئية - في ترويج الاكاذيب في شتى اصقاع الارض بدأب وإصرار شديدين حتى كادت أن تصبح مسلمات تضلل اصحاب الحق ذاته. أكثر من خمسون عام...
قراءة الكل
تعتبر القضية الفلسطينية واحدة من ابرز قضايا العصر بالغة التعقيد، التي نالت تشويها إعلاميا يوازي تعقيدها. وقد اضطلعت بذلك التشويه المؤسسات الصهيونية عبر وسائلها الإعلامية المتنوعة - المسموعة والمقروءة والمرئية - في ترويج الاكاذيب في شتى اصقاع الارض بدأب وإصرار شديدين حتى كادت أن تصبح مسلمات تضلل اصحاب الحق ذاته. أكثر من خمسون عاماً وإسرائيل تسعى بلا هوادة إلى إبتلاع فلسطين وطمس معالم هويتها العربية... فالأرض هي هدف الصهيونية الأول، وحولها تحاك المؤتمرات منذ بداية الحركة الصهيونية التي خططت لغرس مستوطناتها الإستعمارية في الأرض الفلسطينية العربية، واستعانت في تنفيذ مخططاتها بالقوى الإستعمارية الكبرى حتى صار الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية في الجوهر منه هو محور السلام والأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ولن تعرف المنطقة الأمن والإستقرار إلا إذا حل هذا الصراع على أسس عادلة وشاملة تستند على قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام...لقد ناضل الشعب الفلسطيني نضالاً شجاعاً لم ينقطع دفاعاً عن أرضه، وقدم قوافل الشهداء وما زال يتمسك بأرضه بكل أصرار وعناد رغم عنف الهجمة الصهيونية ودعمها اللا محدود من الخارج.وطوال هذا الصراع المرير الذي خاضه الشعب الفلسطيني دفاعاً عن أرضه وكيانه، وقفت جامعة الدول العربية منذ نشأتها معه وبجانبه، تدعمه بكل السبل وفي كل المحافل الإقليمية والدولية، وبات العالم على دراية تامة بزيف وخطورة الأطماع الصهيونية، وجامعة الدول العربية وهي تقدم اليوم في الذكرى الخمسين لإغتصاب فلسطين وتشريد شعبها.هذا الكتاب الذي بذلت فيه الدكتورة هند البديري جهداً متميزاً لإخراجه على أساس علمي أمين، ليكون وثيقة هامة تظهر حجم المؤامرة على فلسطين أرضاً وشعباً، وترد بشكل علمي مدروس على كافة الإفتراءات... وتؤكد أن قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين من أبناء فلسطين الذين سقطوا دفاعاً عن أرضهم ووطنهم ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية ستبقى نبراساً خالداً على مدى الأجيال حتى تتحقق آمال وطموحات الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.