كيرياليسون

كيرياليسون».. رواية تسخر من الموقف الرسمي للدولة والتمسك بالغيبيات هاني عبد المريد: أرصد التفاوت الطبقي بين من «يملكون» ومن «يعملون» 13/05/2008 كتبت: سمر نوراعترف الكاتب هاني عبد المريد بأن رواية (كيرياليسون) لا تعبر بصورة كاملة عن زخم منطقة (درب الزرايب)، حيث تدور أحداث الرواية، والتي عمل فيها عبد المريد في مشروع إنمائي لمدة خمس سنوات رافضا الانتقال منها، وراصدا لهذا التفاوت الطبقي بين من يملكون من أصحاب الزرايب الكبار وبين من يعملون من جامعي القمامة، وأكد قدرة أهل المنطقة علي فرز "البشر" تماما مثل "القمامة" ومعرفة من يتعايش معهم ومن يتعالي عليهم.. كان ذلك في ختام الندوة التي أقيمت بورشة الزيتون يوم الخميس الماضي لمناقشة رواية (كيرياليسون) للكاتب هاني عبد المريد، والتي أدارها الشاعر شعبان يوسف وشارك في المناقشة الناقد يسري عبد الله والناقدة عبير سلامة..وأكد شعبان يوسف -في تقديمته عن عالم المهمشين في الروايات المصرية عموما- أن كثيراً من الأعمال الأدبية تناولت "العوالم السفلية" لكن الفترة الأخيرة شهدت العديد من الروايات المنفتحة علي البوح والتعبير عن مجتمع المهمشين، مثل "تغريدة البجعة" لمكاوي سعيد، و"الفاعل" لحمدي أبو جليل، "وفاصل للدهشة" لمحمد الفخراني منتقدا سيطرة الجنس علي بعض الأعمال دون مبرر سوي كونها هواجس الكاتب وليست هواجس مجتمع كامل.وأكدت عبير سلامة أن اللافت بخلاف عنوان الرواية الجذاب هو اختلافها عما ساد منذ فترة التسعينيات من تنحية للقضايا الكبري والإغراق في الذاتية، فالانشغال بالهامش لم يكن مقصد الرواية من وجهة نظرها، بل الأهم هو إعادة توزيع القضايا فـ«حي الزرايب» الهامشي هو موطن لجماعة بشرية ارتضت أن تكون محلاً للظلم والتهميش في الأساس، وتجد أن السرد في الرواية يعتمد علي أصداء لأصوات في الذاكرة كمحاولة من البطل للإبقاء علي كيانه وذاكرته.. ودللت علي ذلك بالشكل البنائي للعمل ذاته، فالبطل خرج في اليوم الثاني لسقوط بغداد ولم يعد حتي كتابة الرواية، ويبدأ العمل بإعلان تغيبه، وهذا الربط يدل علي انشغال الكاتب بما هو أكبر من قضية حي..والبطل رفض التمرد بحجة عدم الشذوذ عن القاعدة الثابتة لذلك، فسقوط بغداد نتيجة حتمية لسقوط الشخصيات في العمل..وأشارت سلامة إلي تعبير العمل عن تغلغل الدين في حياتنا والتمسك بالحلول الغيبية، وإلغاء العقل والوعي في التعامل مع الأشياء، والسياسة أحيانا هي التي تحرك ذلك وتستغل الدين في صنع الأزمات ليصبح هناك وعي مجتمعي كامل تحت خط الظهور، كما أوضحت ربط الكاتب بين احتلال العراق والتساؤل حول جنس مصر، ودورها الإقليمي والسخرية من الموقف الرسمي للدولة.وأكد يسري عبد الله أن رواية "كيرياليسون" متميزة بين تجارب "الكتاب الجدد" فبرغم تناوله عالم المهمشين إلا أن اللغة لم تكن صادمة مثل "فاصل للدهشة" ولا الجملة ذات طابع شفاهي مثل، روايات حمدي أبو جليل أو خالد إسماعيل، ومع هذا عبرت بسلاسة عن مناخ هامشي، وأضاف أن عبد المريد لعب علي فضاء الصفحة الورقية بشكل أكثر مراسا في سياق سردي فائر، ومدللا بنصه علي أن المقولات الكبري لم تسقط ولكن يعاد نتاجها، ويشير إلي أن الإغراق في هذا العالم الغيبي المسكون بالخرافة يشكل خطا بين خطاب الراوي (ناجح) المسكون بالشك وخطاب والده (تيسير) المسكون باليقين.. كما أشار يسري إلي المزج بين المستوي الشفاهي ومستوي اللغة الرصينة مع تنوع الضمائر والنزوع للسخرية.سبق أن صدر للكاتب مجموعة قصصية بعنوان (إغماءة داخل تابوت) عن الهيئة العامة للكتاب 2003 الحاصلة علي جائزة الهيئة 2002، ورواية (عمود رخامي في منتصف الحلبة) عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2003، ومجموعة قصصية بعنوان (شجرة جافة للصلب) عن المجلس الأعلي للثقافة 2005 ، ورواية (كيرياليسون) وحصلت علي جائزة الهيئة 2007، قبل أن تصدر عن دار الدار للنشر 2008 سمر نور