كان من الممكن أن يكون مصير البلد مختلفاً ـ أكثر إنسانية واتفاقاً مع مستويات الحياة المحدّدة دولياً ـ لو أنّ الأطراف الرئيسة اختارت الحوار والنيّات الصادقة. وكان في إمكان الأمم المتّحدة أن تخرج منتصرةً بتقديمها عوناً لحلّ الأزمة. وكان من شأن القانون الدولي أن يترسّخ بوصفه الأساس المقبول دولياً للعلاقات الدولية. وكان يمكن أن يكون ...
قراءة الكل
كان من الممكن أن يكون مصير البلد مختلفاً ـ أكثر إنسانية واتفاقاً مع مستويات الحياة المحدّدة دولياً ـ لو أنّ الأطراف الرئيسة اختارت الحوار والنيّات الصادقة. وكان في إمكان الأمم المتّحدة أن تخرج منتصرةً بتقديمها عوناً لحلّ الأزمة. وكان من شأن القانون الدولي أن يترسّخ بوصفه الأساس المقبول دولياً للعلاقات الدولية. وكان يمكن أن يكون العالم اليوم مكاناً أقل اضطراباً وأكثر أمناً. لم يكن هذا ما جرى، فالغلبة كانت للمصالح القومية الضيّقة، لا لحاجات المجتمع الدولي من أمن وسلام وتنمية». يحكي هذا الكتاب قصّةَ شعب ناء طوال اثنتي عشرة سنة تحت العقوبات، انتقل فيها العراق من مجتمع ثري، مجهّز ببنية تحتية حديثة إلى بلد مؤلف من قطاعات ضخمة من المواطنين الفقراء والمحرومين. ويلقي الضوء على التكاليف الإنسانية الباهظة لنظام العقوبات الشاملة، وعجز البرنامج الإنساني ـ بتعقيداته الروتينية والبيروقراطية وقيود الميزانية، وتصميم بعض الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن على عدم السماح للعراق باستعادة مقدرات سيادته ـ عن تحسين وضع المواطنين العراقيين العاديين. هذا هو الإنجاز العظيم الذي حققه المؤلف، وهو المسؤول الدولي الكبير الذي قدّم استقالته من منصبه احتجاجاً على تجاوز القوانين الدولية والإنسانية في معاقبة العراق إرضاء للولايات المتحدة وأهدافها الاستراتيجية.