بين يدينا الرواية الجديدة للشاعر والكاتب العراقي حميد العقابي بعنوان "أقتفي أثري". الراوية تبدأ من لحظة سقوط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس حيث تقررُ مجموعة من المنفيين العراقيين العودة إلى الوطن بعد أن تجاوزت فترة نفيّ البعض منهم ربع القرن، وفي طريق عودتهم يكتشفون بُعْدَ الوطن عنهم أو بُعدهم عن الوطن بعد أن يسترجع كلّ منهم الف...
قراءة الكل
بين يدينا الرواية الجديدة للشاعر والكاتب العراقي حميد العقابي بعنوان "أقتفي أثري". الراوية تبدأ من لحظة سقوط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس حيث تقررُ مجموعة من المنفيين العراقيين العودة إلى الوطن بعد أن تجاوزت فترة نفيّ البعض منهم ربع القرن، وفي طريق عودتهم يكتشفون بُعْدَ الوطن عنهم أو بُعدهم عن الوطن بعد أن يسترجع كلّ منهم الفترة التي قضاها خارج البلاد ليكتشف أموراً لم يكن يعيها في منفاه وحجم التغيير الذي طرأ على مشاعره وتفكيره بل على جسده كذلك. رحلة العودة إلى إيثاكا الكامنة في الأحلام ولكن حتى وهم في طريقهم إلى إيثاكا لم يشعروا بجمال الرحلة كما يقول كافافيس. يدبّ الخلاف بينهم لينطلق السؤال على أرض الواقع الوعرة "إلى أين هم عائدون؟"، بل "ما هو الوطن؟". - الرأي - نقرأ من الرواية: "…هكذا فجأة اكتشف بعضنا أن هناك أموراً كثيرة عليه تصفيتها قبل العودة، حتى الذي كان عاطلاً عن العمل اكتشف أن له عملاً يجب إنجازه ومهمات يجب إتمامها، البيت، العائلة، الأطفال ومدارسهم وهل بإمكانهم تحمل حرارة الطقس والتلوث البيئي الذي انتشر في البلد من جراء الأسلحة التي استخدمت في الحروب؟ "لتكن سفرة اكتشاف أولاً" "سنترك عوائلنا هنا ونعود وبعدها سنقرر العودة جميعاً إلى الوطن الحبيب". هكذا وجد البعض حلاً لهذه اللاقناعة، لذا فقد كانت قافلتنا تضم رجالاً وبضع نساء امتصت الغربة شبابهن فلم يبق منهن سوى ذكرى أنوثة، نساء وحيدات، عوانس، مطلقات، أرامل، ركاماً، هشيماً، كتلاً سوداء خاوية تقذفها ريح صفار فيتلاشى أنينها مع صفير العواصف الرملية فلم يبق من دليل على آدميتها سوى الحزن اللامع في العيون."