فلسفة العلم بوصفها فرعاً متميزاً من فروع البحث الفلسفي هي أحدث هذه الفروع وأكبرها نصيباً من الاهتمام من جانب الفلاسفة المعاصرين . ويعد هانز ريشنباخ Hans Reichenbach 1891 - 1953 من بين كبار هؤلاء الفلاسفة الذين أسهموا إسهامات هامة في هذا المجال ، فقد كانت له إضافات واضحة في نظرية الاحتمالات ، ومنطق الاستقراء ، وفلسفة المكان والزم...
قراءة الكل
فلسفة العلم بوصفها فرعاً متميزاً من فروع البحث الفلسفي هي أحدث هذه الفروع وأكبرها نصيباً من الاهتمام من جانب الفلاسفة المعاصرين . ويعد هانز ريشنباخ Hans Reichenbach 1891 - 1953 من بين كبار هؤلاء الفلاسفة الذين أسهموا إسهامات هامة في هذا المجال ، فقد كانت له إضافات واضحة في نظرية الاحتمالات ، ومنطق الاستقراء ، وفلسفة المكان والزمان والهندسة ، والنسبية ، وأسس ميكانيكا الكم ، والقوانين العلمية ، والمعنى وإمكان التحقق . والكتاب الذي بين يديك - عزيزي القارئ - واحد من أعمال ريشنباخ الهامة التي عالج فيها مشكلة المكان والزمان والحركة . وهذا ما يصرح به صاحبه منذ سطره الأول فيقول " يستهدف هذا الكتاب أن يكون بمثابة مدخل إلي المشكلات الكبرى للمكان والزمان والحركة " وهذه مسائل قديمة قدم التفكير الفلسفي ، إلا أن التحول التاريخي الكبير في دراسة مثل هذه الموضوعات قد حدث على يد " كوبر نيقوس " الذي قدم حساباً للحركات الظاهرة للكواكب على درجة كبيرة من الدقة ، وكانت هذه مجرد بداية خضعت بعدها هذه الموضوعات لمزيد من الدراسات العلمية الدقيقة المتواصلة حتى وصلت بها نظرية النسبية الخاصة والعامة إلي درجة عالية من التطور ، إلا أن الكلمة الأخيرة التي يجب أن تقال في العلم لن تقال على الإطلاق ، وسيظل العلم في تقدمه وتطوره ما دام على وجه الأرض علماء يبحثون وبشر يفكرون تفكيراً علمياً .