كثيراً ما نحكم على حديث نسمعه بأنه غير منطقي، معبّرين بهذا عن كونه لا يتسق وما يقبله عقلنا، مفترضين أن ما لا يقبله عقلنا لا يقبله عقل إنسان. غير أنه، في واقع الأمر، بسبب اختلاف الحضارات واختلاف المجموعات المنتمية إلى الحضارة ذاتها، نجد في كثير من الأحيان من يقبل بما لا يقبله عقلنا، وقد نجد شخصين ينتميان إلى الحضارة نفسها، لا يقب...
قراءة الكل
كثيراً ما نحكم على حديث نسمعه بأنه غير منطقي، معبّرين بهذا عن كونه لا يتسق وما يقبله عقلنا، مفترضين أن ما لا يقبله عقلنا لا يقبله عقل إنسان. غير أنه، في واقع الأمر، بسبب اختلاف الحضارات واختلاف المجموعات المنتمية إلى الحضارة ذاتها، نجد في كثير من الأحيان من يقبل بما لا يقبله عقلنا، وقد نجد شخصين ينتميان إلى الحضارة نفسها، لا يقبل عقل الواحد منهما ما يقبله عقل الآخر. عندما يعتمد كل منا على منطق خاص يتلاءم وما يقبله عقله، أي، عندما لا يكون مشترك مُعتمد، ستنعدم إمكانية التوافق حول الرأي، وستنعدم إمكانية التمييز بين الصواب والخطأ. فعندما يعتمد كل واحد على منطقه الخاص به، ولا يوجد مشترك مُعتمد حول آليات التفكير السليمة وحول كيفية الابتعاد عن الوقوع في الخطأ، فلا مقياس لتصنيف الأفكار بين صواب وخطأ.(المؤلف)د. جمال ضاهر، فلسطين ـ بير زيت. رئيس دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية ومدير برنامج ماجستير دراسات عربية ـ جامعة بير زيت ـ رام الله فلسطين. باحث في مجال المنطق وعرب ما قبل الدعوة الإسلامية.صدر له: • عند حضور المكان، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2000.• وأضحى الليل أقصر، دار الآداب، 2005.• مفاهيم في المنطق: أسس وقواعد، دار الشروق، 2010.• قواعد في المنطق: أسس ومفاهيم، دار الشروق، 2012.• العدم (رواية)، دار الفارابي، 2013.