أصبحت فلسطين في العقود الأخيرة على كل لسان وفي كل قلب، تتحدث عنها الصحف صباح مساء، وتشير الإذاعات والفضائيات إلى أحداثها مرات كل يوم، ويعالج قضيتها وما حلّ بها من آلام كل مهتم بالعدالة والحقيقة، وتهفو قلوب العرب في مشرق الوطن العربي ومغربه إلى معرفة ما حلّ بهذه الأرض المقدسة من مصائب. وأصبح المواطن العربي يتلمس المراجع والمصادر ...
قراءة الكل
أصبحت فلسطين في العقود الأخيرة على كل لسان وفي كل قلب، تتحدث عنها الصحف صباح مساء، وتشير الإذاعات والفضائيات إلى أحداثها مرات كل يوم، ويعالج قضيتها وما حلّ بها من آلام كل مهتم بالعدالة والحقيقة، وتهفو قلوب العرب في مشرق الوطن العربي ومغربه إلى معرفة ما حلّ بهذه الأرض المقدسة من مصائب. وأصبح المواطن العربي يتلمس المراجع والمصادر التي تسعفه في وصف هذه الأرض الغالية في ماضيها وحاضرها وفي حضارتها وفي أفراحها ونكباتها في الغابر والحاضر.ويلتمس القارئ في المكتبة العربية مراجع في تبين ما في هذه الأرض وحاضرها، فيجد الكثير الكثير من الكتب والمجلات والمراهج التي تتعرض لهذا ال11539 جانب أو ذاك مما له صلة بتاريخ هذه البقعة الأثيرة من الأرض وحاضرها وأهلها ونصيبهم من مسيرة الحضارة الإنسانية.ولكن القارئ العربي لا يظفر بمرجع واف كان جامع شامل يتحدث عن الأرض وما قام عليها من حضارات، وما ساهم به أهلوها من دفع عجلة الحضارة الإنسانية، كما لا يجد مصدر ثقة عن هذا البلد في ماضيه وحاضره في الجوانب الحضارية والثقافية والسياسية، وما ساهم به أهّلوه في تراث الإنسانية الثقافية وما كابد أبناء هذه البقعة من ضرّ على أيدي المعتدين الناجين.من هذا المنطلق واهتماماً بفلسطين في ماضيها وحاضرها ومستقبلها تأتي هذه الموسوعة التي هي بمثابة مرجع موثوق يوضع بين يدي القارئ، يفي بتطلعه إلى الجوانب الأساسية المتصلة بأرض فلسطين المقدسة ومن تعاقب عليها وحاول أن يرد في الماضي والحاضر كيد الكائدين لها الطامعين فيها الذين ألقيت فلسطين فريسة لهم.والهدف أن تسمهم هذه الموسوعة الفلسطينية في إمداد القارئ بما يلتمسه في معرفة ما في هذا البلد وحاضره ونصيبه في مسيرة الحضارة الإنسانية، وإسهامه في ركب التقدم بعد أن يخلص مما حلّ به من ضيم.وهذه الموسوعة الفلسطينية ليست من عمل فرد أو جماعة صغيرة، فقد ساهم في كتابتها، كل من جانب اختصاصه، أكثر من مائتي باحث عالم توفروا على معالجة كل ما يتصل بفلسطين من القديم إلى اليوم في الميادين كلها.من جانب آخر، فإن لهذه الموسوعة أغراض كثيرة، وليست غايتها الاقتصار على ناحية معينة من فلسطين، وإنما اطلاع القارئ أيضاً على حضارة هذا البلد في القديم والحديث ووصف طبيعته وأرضه. فللموسوعة أهداف كثيرة حضارية وعمرانية وثقافية وسياسية. هذا وإن الصورة لا تتم إذا اقتصر الحديث عن فلسطين عن جانب واحد من جوانب الكلام على هذا البلد الطيب. ولهذا ضمّت الموسوعة بحوثاً إضافية عن تاريخ فلسطين وحاضرها، وعن حضارة هذا البلد وأهله وعن تاريخه النضالي على مرّ العصور.ولن تقتصر هذه الموسوعة على الناحية النضالية في فلسطين، وإنما ما بين القارئ هو مرجع موثوق يدله في يسر وصدق ووضوح على مساهمة هذا البلد العربي في مسيرة الحضارة الإنسانية، وعلى نصيبه الأوفى في الحضارة العربية. وقد جعلت الموسوعة بادئ ذي بدء في أبواب ثلاثة: باب الأرض، باب الشعب والحضارة، باب القضية. وتمّ استخراج عناوين جميع الموضوعات التي يحسن أن تعالجها الموسوعة، ومن ثم ضمّ إليها جانباً يعرف بالأعلام أولي الصلة بفلسطين في الماضي والحاضر حضارياً وعلمياً وسياسياً. ثم تمّ تقسيم كلاً من هذه الأبواب إلى عناوين فرعية تمّت الكتابة فيها من قبل عشرات من الباحثين.وقد روعي في اختيار مواد الموسوعة التركيز على فلسطين في مسيرة الحضارة الإنسانية. وتمّ ترتيب هذه البحوث ترتيباً هجائياً، مع الإحالة في أكثر الموضوعات على الموضوعات الأخرى المتعلقة بها أو المتصلة اتصالاً وثيقاً ببعض ما فيها حتى يتاح للقارئ ربط الموضوعات المتقاربة أو المتجاور بعضها ببعض، والتعقيب على البحوث بالمراجع الموثوقة لمن أراد التوسع فيها.وتقع الموسوعة في أقسام ثلاثة: أولها رتب فيه المواد ترتيباً هجائياً بحسب عناوينها، وثانيها يشتمل على بعض المواد الأساسية التي اختيرت (وكما أسلفنا) من بين أكثر من ألفي عنوان وعولجت معالجة مطولة شاملة متأنية تمثل بحوثاً اختصاصية أساسية. وأما القسم الثالث من الموسوعة فيضم الإحصاءات والصور والخرائط وثبتاً بالمراجع الشاملة.