من كلمات البداية يقول المؤلفان: «رأينا من واجبنا تسجيل الحقيقة كما نعرفها، ولا سيَّما في مجال التسلح النووي. فقد كنا على مدى تسعة أعوام نطوي الليل بالنهار مع مجموعة طيبة من العلماء والمهندسين والفنيين العراقيين، نسعى لإنجاح برنامج نووي عراقي بجهد وطني خالص. ثم قضينا أربعة عشر عاماً أخرى نتصارع مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذ...
قراءة الكل
من كلمات البداية يقول المؤلفان: «رأينا من واجبنا تسجيل الحقيقة كما نعرفها، ولا سيَّما في مجال التسلح النووي. فقد كنا على مدى تسعة أعوام نطوي الليل بالنهار مع مجموعة طيبة من العلماء والمهندسين والفنيين العراقيين، نسعى لإنجاح برنامج نووي عراقي بجهد وطني خالص. ثم قضينا أربعة عشر عاماً أخرى نتصارع مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية...»والقصة كاملة ـ قصة هذا البرنامج النووي الحقيقية ـ ترد تباعاً بعد هذا، مفعمة بالمرارات والأخطار والتحديات، بداياتها انتصارات علمية أمنية، وخواتيمها مؤامرات مخيفة بأبعادها الدولية تكشف تصميماً متصلاً على تدمير إنجاز عربي علمي واستراتيجي غير مسبوق، تُستخدم فيها كافة الوسائل، بالأخص أشدها ضراوة وتخريباً وإبادة... وأكثرها التقاءً مع أهداف العدو الصهيوني وعلمائه وجنرالاته وقواته.هذا كتاب جدير بأن يعد كتاب الساعة فهو يتناول أحداثها وأبعادها وتداعياتها وقضاياها... لكنه أجدر بأن يعد كتاب التجربة والمستقبل، لأن فيه كل ملامح الأزمة العربية الراهنة في أقصى أخطارها ـ الخطر الاستراتيجي الأمني ـ وفيه الردود على التساؤلات التي شغلت العالم بأكاذيب «أسلحة الدمار الشامل» العراقية التي استخدمت مبرراً أول وأكبر لغزو العراق واحتلال ونهب ثرواته النفطية والعلمية والثقافية، فيه «مفاتيح أسرار الحقيقة»، وعلينا واجب أن نعيها كشرط لتجاوز التجربة نحو المستقبل العربي الذي تبدأ بدايته الجديدة عندما تنتهي محنة احتلال العراق.