على مدار أربع سنوات حفلت بأحداث مهمة..كنت شاهدا ومراقبا يرى ويسمع ويتفوق إذا لم يكتم السر..فنقلت الأحداث التي عايشتها وعلقت عليها كما سابقت تطوراتها –أحيانا- وأعترف أنني أصبت حينا وخدعتني توقعاتي في أحيان أخرى..فعندما قرأت الخريطة السياسية بدقة كنت متمرسًا في السير على دروبها..لكن ألغامًا كانت تتفجر في وجهي ووجه الخبراء الأكثر ع...
قراءة الكل
على مدار أربع سنوات حفلت بأحداث مهمة..كنت شاهدا ومراقبا يرى ويسمع ويتفوق إذا لم يكتم السر..فنقلت الأحداث التي عايشتها وعلقت عليها كما سابقت تطوراتها –أحيانا- وأعترف أنني أصبت حينا وخدعتني توقعاتي في أحيان أخرى..فعندما قرأت الخريطة السياسية بدقة كنت متمرسًا في السير على دروبها..لكن ألغامًا كانت تتفجر في وجهي ووجه الخبراء الأكثر علما ودراية مني..لتفرض علينا ذهولاً ثم استئناف رحلة البحث عن إجابات للأسئلة الكثيرة جدًا والتي تتوالد من بعضها..وأنت في دولة بحجم الجزائر المادي والمعنوي وبتاريخها العريق فضلا عن جغرافيتها الفريدة..لايمكن أن تقطع بيقين حول قضية أو حدث ما..ولعلها الخدعة أو الشرك الذي وقع فيه، حتى أكثر الساسة حنكة وتمرسًا..لأنَ الأحداث على الأرض الجزائرية أشبه بالرمال المتحركة..يمكن أن تأخدك إلى ما لا تتوقع، ما لم تكن مسلحا بالقدرة على الإنسحاب في الوقت والمكان المناسبين. السنوات التي أعنيها وعشت خلالها في الجزائر، كانت ما بين قرنين من الزمان..فقد بدأت رحلتي –عملي- مع نهايات القرن العشرين واستقبلت مع شعبها القرن الواحد والعشرين وذهبت إلى هناك بينما كان الإرهاب يرفض رفع الراية البيضاء..بينما إرادة الأمة قد انعقدت على التخلص من شبحه والخوف منه في الحد الأدنى..وراقبت إرصرارا لامثيل له على التمسك بالمضي قدمًا في الطريق الديمقراطي..فالشعب الذي دفع ثمن حريته واستقلاله دمًا غزيرًا..كرّر التضحية بدفع ثمن حقه في الديمقراطية خلال حقبة اشتهرت بأنها ’ سنوات الدم والدموع’..بما جعل تجربتي أكثر ثرءاً وحيوية ربما لأنني وصلت على خريطة سياسية كانت موروثة من ذروة الأزمة..وراقبت تغيرها وتغييرها على نار هادئة..ويمكنني الزعم بأنها تشكلت بصب الماء البارد على النار التي استمرت مشتعلة لعدة سنوات.