عندما يكون الحاكم هو المهيمن والسجين هو صاحب الحق تغدو الكتابة فعلاً من أفعال المقاومة، مقاومة الظلم والفساد، والقهر، ويصبح سرد السيرة واجباُ وطنياً يسهم في تحصين التاريخ من الزيف والشعارات الكاذبة. في هذا السياق يندرج عمل القاص العماني "مالاذ بالحلم" والذي يحكي فيه سيرته الذاتية في قالب قصصي يعتمد على عمق الفكرة والتحليل الرصين...
قراءة الكل
عندما يكون الحاكم هو المهيمن والسجين هو صاحب الحق تغدو الكتابة فعلاً من أفعال المقاومة، مقاومة الظلم والفساد، والقهر، ويصبح سرد السيرة واجباُ وطنياً يسهم في تحصين التاريخ من الزيف والشعارات الكاذبة. في هذا السياق يندرج عمل القاص العماني "مالاذ بالحلم" والذي يحكي فيه سيرته الذاتية في قالب قصصي يعتمد على عمق الفكرة والتحليل الرصين للأحداث والوقائع. وبهذا تكون السيرة الذاتية مرآة للسيرة الجماعية، تعكس وجهاً من وجوه مقاومة الحياة بكل أشكالها وصورها وتناقضاتها، هي لعبة الحياة أو (السجان والسجين) التي تمتد من قصة إلى أخرى، حاول ألكاتب عرضها على القارئ بحكمة وبعقلانية، وأحياناً بنظرة ساخرة.تحت عنوان "ليلة واحدة" يقول الكاتب "... هل تكفي ليلة واحدة في السجن لتغيير الإنسان إلى الأبد؟!(...) لحظة دخولي إلى زنزانة السجن.. غرفة صغيرة، خانقة، رطوبة كثيفة ورائحة بول وعفونة. انتبهت إلى ثلاثة أجرام إنسانية تحتل زوايا غرفة السجن، اخترت الزاوية الخالية (...)، وأخذت أفكر عميقاُ في ما حل بي، وكيف انتهت بي الحال في السجن مع المجرمين واللصوص والقتلة. لماذا ورطت نفسي في الكتابة عن الفساد، ونهب المال العام؟ (...) في تلك اللحظات مرت في ذهني وجوه عدد من أصدقائي، تخيلتهم ينعمون بالحرية والدفء مع زوجاتهم وأبنائهم بينما أنا في السجن!(...)". وللحديث بقية نقرأه عبر"للمهزومين تاريخهم"، "ليلة واحدة!"، "الحوت يبتلع عصفوراً"، "إلى أين أذهب؟"، "الحياة توجد في الداخل"، "أنا لو كنت"، "زوينة"، "في انتظار المطر"، و"البالونة الحمراء"، تلك العناوين قصص "مالاذ بالحلم" في هذا الكتاب.