أراد الباحث ناجي كاشي أن يشكل خطوط بحثه ومنطلقاته الفلسفية التي جاءت في هذا البحث من خلال السؤال الفكري المتشابك في ثنايا بحثه والسؤال هو "ما هي الغرابية وكيف تعمل في العرض المسرحي" وقبل ذلك أتساءل، هل أجاب المؤلف عن سؤاله الذي حدده والذي تأسست من خلاله هندسة فضاءات الرسالة، أم ضاع وسط زحمة تلك التداخلية ذات الخطوط المغلقة والمت...
قراءة الكل
أراد الباحث ناجي كاشي أن يشكل خطوط بحثه ومنطلقاته الفلسفية التي جاءت في هذا البحث من خلال السؤال الفكري المتشابك في ثنايا بحثه والسؤال هو "ما هي الغرابية وكيف تعمل في العرض المسرحي" وقبل ذلك أتساءل، هل أجاب المؤلف عن سؤاله الذي حدده والذي تأسست من خلاله هندسة فضاءات الرسالة، أم ضاع وسط زحمة تلك التداخلية ذات الخطوط المغلقة والمتعبة في فك أسر تشابكها، ما بين طروحاته الغارقة في الفلسفة الهادفة لتحديد المعنى الغرائبي في محيطية النصي والتركيبين، ما بين فضاءات الغرائبية مصطلحاً ومعنى دلالياً، ما بين فضاءن فضاء النص وفضاء العرض، ومن ثم تشغيل خلاياه التحويلية وحركة الإزاحة ما بين النص وتحويل علاماته إلى قراءة بصرية غرائبية، وغرائبيتها في عمق التفسير وانفلاته من أسيجة المألوف والمحاكي لتؤسس فضاءات وأسيجة جديدة تستطيع أن تتعايش مع هذا الوسيط مع فعالية الإزاحة، هذه التأسيسات والطروحات الجديدة-التي اعتمدها الباحث-والتي يشترط أن تتأسس على وفق نظام نسجي فكري/جمالي منظم كي لا يتقاطع مع فضاءي القراءة والديناميكية التحويلية التي تتسيج على شبكة جديدة من العلاقات، هل جاء الكتاب ليكشف لنا نظاماً نقدياً مؤسساً على لغة إيقاعات جديدة في مساحة الفلسفة وتساؤلاتها؟ هل طرحت تحليلاته نظماً جمالية جديدة بنيت عليها رؤية التجربتين الإخراجيتين اللتين حللهما الباحث، تجربة صلاح القصب وتجربة ناجي كاشي، الإجابة بنعم فيما لو كانت هذين التجربتين مجرد مقاربتين تطبيقيتين لنظرية هو واضعها، لأنه عندما تخترق هذه الرؤى عقلانية الواقع ومألوفيته ومحاكاته وهذا يعني أن أنظمتها الإخراجية في الفضاءات الجمالية والبصرية قد اخترقت الواقع وأسجيته. يعني خلخلة هندسة الدراما للدخول إلى هندسة جديدة، هندسة حرة تتحرك ضمن فضاءات جديدة لترى ما وراء الحجب للكشف عن أسرار جديدة.