في تاريخ الكنيسة الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية كثيرون هم الآباء القديسون والشهداء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الرب بكل تفاني وتعذبوا ونفيوا واستشهدوا من أجل الرب ليسجل اسمهم في سفر الحياة.وها نحن اليوم نقدم للقارئ الكريم سفراً وجيزاً من حياة أحد هؤلاء المجاهدين في تاريخ الكنيسة الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية وهو الحبر الجليل الب...
قراءة الكل
في تاريخ الكنيسة الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية كثيرون هم الآباء القديسون والشهداء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الرب بكل تفاني وتعذبوا ونفيوا واستشهدوا من أجل الرب ليسجل اسمهم في سفر الحياة.وها نحن اليوم نقدم للقارئ الكريم سفراً وجيزاً من حياة أحد هؤلاء المجاهدين في تاريخ الكنيسة الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية وهو الحبر الجليل البطريرك الأنطاكي السرياني الأرثوذكسي مار اسطثاوس.هذا القديس الذي عاش وجاهد ولمع اسمه في فترة تاريخية عصيبة جداً من تاريخ الكنيسة إلا وهي فترة اضطهاد دقليانوس والتي تسمة فترة الاضطهاد العظيم أو الاضطهاد العاشر ومن جهة أخرى فقد عاش في فترة ظهرت فيها أخطر بدعة في تاريخ المسيحية وهي بدعة أريوس فاستطاع بعلمه وصبره وتواضعه أن يلعب دوراً بارزاً في تلك الفترة لكي يسلم الكنيسة الجامعة والأجيال القادمة إيماناً مسيحياً نقياً.لقد ارتبط اسم البطريرك مار اسطثاوس بمجمع نيقية المسكوني (العالمي) الذي عقد سنة 325م والذي تعتبر نتائجه أول نصر عالمي للكنيسة الجامعة على الهراطقة والمبتدعين فكان هو نجم المجمع اللامع وأول من دفع ثمن الدفاع عن العقيدة الصحيحة بتشرده واستشهاده منفياً فنال بكل فخر وجدارة لقب المعترف.عمل القديس مار اسطثاوس بلا كلل ولا ملل لإعلاء شأن الكنيسة وتثبيت الإيمان حتى استحق أن يقال له (طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم) سفر الرؤيا 14/13. وما تضم صفحات هذا الكتاب إلا صفحة بسيطة جداً من أعماله.