إستطاعت "د.مهى مبيّضين" ان تقدّم صورة مضيئة للمرأة العربيّة في العصر الامويّ، من خلال تتبّع سيرة شخصيّة نسائيّة فذّة هي الشاعرة "ليلى الأخيليّة"، تلك المرأة التي اتصلت بأعلام عصرها من الخلفاء والأمراء والقادة والشعراء من مثل معاوية بن أبي سفيان، ومروان بن الحكم، والحجّاج بن يوسف الثقفيّ، وهمّام بن مطرّف العامريّ، والنابغة الجعدي...
قراءة الكل
إستطاعت "د.مهى مبيّضين" ان تقدّم صورة مضيئة للمرأة العربيّة في العصر الامويّ، من خلال تتبّع سيرة شخصيّة نسائيّة فذّة هي الشاعرة "ليلى الأخيليّة"، تلك المرأة التي اتصلت بأعلام عصرها من الخلفاء والأمراء والقادة والشعراء من مثل معاوية بن أبي سفيان، ومروان بن الحكم، والحجّاج بن يوسف الثقفيّ، وهمّام بن مطرّف العامريّ، والنابغة الجعديّ، وسوّار بن أوفى، وحميد بن ثور الهلاليّ، والعجير السلوليّ، وكان لها معهم صولات وجولات. عرّفت "د.مهى" في هذه الدراسة القيّمة، بالشاعرة وشعرها، فتتبّعت دقائق حياتها في المظانّ العديدة بجهد لا يعرف الكلل، ومحاكمة للأخبار والنصوص تدلّ على نباهة ويقظة، حتّى رسمت سيرة حياة ليلى قصّة شائقة، ثم استقصت موضوعات شعرها العديدة من رثاء ومدح وهجاء وفخر، ووقفت على رحلة ديوانها وآراء القدماء والمحدثين في ذلك الشعر الذي جعل غير واحد منهم يقدّمها على الشاعرة الكبيرة (الخنساء)، في أكثر من موطن. وأخيراً كشفت "د. مهى" النقاب عن الجرأة غير المسبوقة الّتي تحلّت بها هذه المرأة في وفائها لقريبها توبة بن الحميّر، الرجل الذي أحبته حبّاً عذريّاً، وأخلصت له في ذلك الحبّ بعد أن اغتيل، وما فتئت ترثيه بحرقة، وتعلن حبّها له حتّى عرّفت نفسها - وقد سألها الخليفة "عبد الملك بن مروان" عن اسمها - بأنها (الوالهة الحرّى: ليلى الأخيليّة)؛ وقد جعلت حبيبها توبة فوق الخليفة "عبد الملك" في تلك المحاورة.