خد لون البحر من عينيها وانتظر هناك، في أسفل هذا الشارع، فلعلها تمر صدفة في هذا العيد، تحمل إليك زهوراً، وتبغاً، وأعواد ثقاب... (الوحيد يواسي نفسه).في يوم الجمعة الذي مضى، والذي افترضته يوم لقائنا، كنا معاً، ولم نكن "الوحيدة والوحيد".رأيتك وأنا في انتظارك، حيث كنا نجلس، وقرب المقعد ذاته في مقهى باريس قرب النافذة، الذي تعرفينه جيد...
قراءة الكل
خد لون البحر من عينيها وانتظر هناك، في أسفل هذا الشارع، فلعلها تمر صدفة في هذا العيد، تحمل إليك زهوراً، وتبغاً، وأعواد ثقاب... (الوحيد يواسي نفسه).في يوم الجمعة الذي مضى، والذي افترضته يوم لقائنا، كنا معاً، ولم نكن "الوحيدة والوحيد".رأيتك وأنا في انتظارك، حيث كنا نجلس، وقرب المقعد ذاته في مقهى باريس قرب النافذة، الذي تعرفينه جيداً، لم تأتي لكني رأيتك فعلاً، واحتفيت فيك وحدي معك.الوحيدان.. قرب النوافذ يقفان، لتحكي له عن شعورها حين حمل أنفاسه من المكان ورحل وحده صوب البعيد الذي لا بلتقيان فيه، تاركاً لون عينيه، وبضع أوراق من ذكريات تؤثث لما سيأتي من اشتياق، وبقيت وحيدة تنتظر، وصار أيضاً وحيداً. لم يرض بأن ينتظر يوماً آخر، ليظلا معاً فيه. خذ أي شيء وانتظرها... انتظرها ليلة واحدة، نهاراً واحداً، حلماً واحداً، ليلاً أخيراً. خد عمرها معك إذن وانصرف، لم يعد البقاء مجدياً إن عزمت فعلاً على الرحيل. قالت: خذ كل شيء وانتظر يوماً آخر... لكنه أخذ كل شيء ولم ينتظر. ومن هناك في البعيد كان يكتب لها رسائل لا تصل، ليقول لها سآخذ قليلاً من لون عينيك لأنتظر... وحيداً ينتظر وحيدة تنتظره في مكان آخر في هذا العالم.هكذا تبدو بوادر الندم على اللحظات التي مرت من دونهما، وعلى الاستعجال الذي حولهما لوحيدة ووحيد ينتظران. ليس أعمى لكن، لعله ضوء المدينة يخون الغرباء حين يصبحون وحيدين، أو لعله الدمع أثث هو الآخر في عينيه مكاناً بدل الندم.