لم تأخذ السيرة الذاتية في الشرق حظوتها، إبداعاً ونظراً نقدياً، وذلك بسبب الميل إلى الوحدة بدل التركيز على الفرد، إضافة لكون الشخصية في الشرق اتسمت بالغموض والتستر عوض الإفصاح والكشف، على أن السيرة الذاتية ظهرت كفن قائم بذاته في الغرب، وذلك نتيجة لتطور الاهتمام بالفرد، هذا ما عززته الثقافة الغربية الحديثة، لذلك كان أثر الغرب حاضر...
قراءة الكل
لم تأخذ السيرة الذاتية في الشرق حظوتها، إبداعاً ونظراً نقدياً، وذلك بسبب الميل إلى الوحدة بدل التركيز على الفرد، إضافة لكون الشخصية في الشرق اتسمت بالغموض والتستر عوض الإفصاح والكشف، على أن السيرة الذاتية ظهرت كفن قائم بذاته في الغرب، وذلك نتيجة لتطور الاهتمام بالفرد، هذا ما عززته الثقافة الغربية الحديثة، لذلك كان أثر الغرب حاضراً، مثلما هو الأمر في الرواية، على الذين مارسوا كتابة السيرة الذاتية، خاصة وأن أغلب هؤلاء، على قلتهم، درسوا في الغرب. وقد تناول صدوق نور الدين في هذا الكتاب سيراً ذاتية لمفكرين أربعة، انطلاقاً في كون هؤلاء يمثلون حالات من التفكير خاصة، تتجلى في صرف الاهتمام للقضايا الكبرى المتعلقة بالأدب ككل، وبالبيئة الاجتماعية والاقتصادية.