تَنْسُجُ مها محمد الفيصل مُلاَءَة هذه الرواية في مَكَانٍ سُويَ بين الفلسفة والشعر والتاريخ، وتأخذ خيوطَها من واقع أشبهَ ما يكونُ بالأسطورة، إن لم يَفُقْها في غرائبيّته وفجائعيّته، حيث تشبك مصاير المدن بمصائر الأشخاص، ونسمع ذات الصدى الأسيان لِهُويِّ هذه المدينة أو تلك من مدائن شرقنا المنطوي على جراحاته ولتصدّعات الأنفس التائهة ف...
قراءة الكل
تَنْسُجُ مها محمد الفيصل مُلاَءَة هذه الرواية في مَكَانٍ سُويَ بين الفلسفة والشعر والتاريخ، وتأخذ خيوطَها من واقع أشبهَ ما يكونُ بالأسطورة، إن لم يَفُقْها في غرائبيّته وفجائعيّته، حيث تشبك مصاير المدن بمصائر الأشخاص، ونسمع ذات الصدى الأسيان لِهُويِّ هذه المدينة أو تلك من مدائن شرقنا المنطوي على جراحاته ولتصدّعات الأنفس التائهة في شعاب الزمان وعلى مفارق العصور.وإذا كانت أديبتُنا الإستثنائيةُ قد بَرَعتْ في روايتها السابقتين: "نوبة وسُليي" و"سفينة وأميرة الظلال" في صناعة الرموز، وقدّمت معادلاً أُسطوريّاً لفلسفتها، فإنّها تبتني روايتها هذه وتقيم حكايتها من وقائع مُتحققة في التاريخ، اتّخذت منها موقف الراصد المُعتبر، وانتهت إلى خُلاصات معرفية ربما كانت إمتداداً أو تكثيفاً لما خَلُصت إليه في روايتها السابقتين.فإذا زدْنا على ذلك جماليات التعبير وخُصوصياته الحميمة وما يتقطر فيها من حكمة وأسى شفيف، فإننا نكون، حقاً وصدقاً، أمام أدب مختلف، جديد أصيل في آن، قد يَحارُ النقاد في تصنيفه اليومَ، ولكنّه سيكون إنعطافةً نوعية مؤكدة، في أدبنا الروائي ولو بعد حين...إبراهيم العجلوني
