كانت حدود أجسادنا قد عكرها هذا الانفصال المفرط في قسوته وبانت عليها شراهة التمزق الذي وصمنا بشوائبه، ووشمنا بحالة من الهذيان تتآكل فيها أعضاؤنا ولا نجد منفذاً لهوس الفراغ الذي يمخر أرواحنا إلا حين نستكين في محيطنا المكاني حيث كل ما يتعلق بنشأتنا الأولى وتجلياتها الرابضة لهدوء في هواء يزخر باتصالنا الأبدي كما أوضحته الملفات الضيع...
قراءة الكل
كانت حدود أجسادنا قد عكرها هذا الانفصال المفرط في قسوته وبانت عليها شراهة التمزق الذي وصمنا بشوائبه، ووشمنا بحالة من الهذيان تتآكل فيها أعضاؤنا ولا نجد منفذاً لهوس الفراغ الذي يمخر أرواحنا إلا حين نستكين في محيطنا المكاني حيث كل ما يتعلق بنشأتنا الأولى وتجلياتها الرابضة لهدوء في هواء يزخر باتصالنا الأبدي كما أوضحته الملفات الضيعة في تراكمها الهرمي وبما دون فيها من زخرف حرف ورسم عمد عكس حياتنا البهية في مرآة الصفحات المطوية. هي في القرب الآن، أذرعنا حولنا متلفت وتكتمل دائرتنا في دورانها الأخاذ، متحلقين فيما تسرب من وقت خارج هذا الزمن الصباحي المحمول إلينا بأحداثه المتنادبة.ينتشلنا رنين الجذل في صوت وسان وهي تسجنا صوب الغرفة الجنوبية التي ظلت موصدة منذ موت الجدة. "منيرة الفاضل.. لهشاشة الصدى تكتب قصصاً.. متداخلة تحاول من خلالها الدخول في تلون المشاعر البشرية وتحولها.. وتحاول تبين ملامح كانت في التبدد.. ويستوقفها شذى الياسمين بارتخائه وهو يتمدد بغنج لعوب في منعطفات الغرف المختلفة.. وفي خزائن الثياب المعلقة.. ليتطاول على مكان لم تألفه عين البشرية..."