عبر 22 فصلاً امتدت بفضاء 291 صفحة، ومن خلال سرد شيِّق يستند الكاتب في روايته “عربة الأموات”، الصادرة عن دار مسكلياني في تونس، إلى مجموعة من الحكايات التي تدور على اتجاهات مختلفة بين أربعة أصدقاء من السودان؛ فضل الله، الدكتور مكي، أيمن فخري، الصادق سليمان، كل منهم يعتاش في سبيل يبتعد فيه عن خيوط أصدقائه الذين بدورِهِم يمتلكون دوا...
قراءة الكل
عبر 22 فصلاً امتدت بفضاء 291 صفحة، ومن خلال سرد شيِّق يستند الكاتب في روايته “عربة الأموات”، الصادرة عن دار مسكلياني في تونس، إلى مجموعة من الحكايات التي تدور على اتجاهات مختلفة بين أربعة أصدقاء من السودان؛ فضل الله، الدكتور مكي، أيمن فخري، الصادق سليمان، كل منهم يعتاش في سبيل يبتعد فيه عن خيوط أصدقائه الذين بدورِهِم يمتلكون دوائرَهُم السردية الخاصة بين مهنهم التي هي “سائق عربة الموتى، طبيب، محرر صحفي، موظَّف لديه مكانة كبيرة في أحد القصور”، تلك الدوائر التي تختلف معالجة البناء فيها، ويُشكِّل طائر الغراب جسر الربط بينها بشكل كامل، وهو ضمير الراوي الذي يعرف كل شيء، فالغراب يحمل في شخصيتِه التي قدَّمها منصور الصويِّم ثنائية الخير والشر، والغراب الذي أراده الكاتب عتبةً للرواية هو ذاتُه الذي كان نقطة النهاية فيها، وربما أراد بتشخيص الغراب وإعطائه طبائع الإنسان أن يجعل منه ظلًّا لأبطاله، أو ضميراً يوازي ضمير “الأنا” السارد العليم الذي لم يلجأ إليه الصويِّم في عمله. (من مقال عبد الله مكسور موقع صحيفة العرب)