"تأتي كاتبتنا البارعة..... في عمل روائي متميز... في إبداع جديد يفتح الآفاق ويبشر بالكثير من الآمال والتوقعات...."الأنوار " ...الكاتبة الدرامية ربى الصلح انطلاقاً من وعيها لهذا النظام ومعرفتها بسيكولوجيا الأفراد والجماعات, تمكنت أن تكتب رواية ............"النهار".............. تجديد ثقة بقدرة الروائي اللبناني على تحقيق انجازات أد...
قراءة الكل
"تأتي كاتبتنا البارعة..... في عمل روائي متميز... في إبداع جديد يفتح الآفاق ويبشر بالكثير من الآمال والتوقعات...."الأنوار " ...الكاتبة الدرامية ربى الصلح انطلاقاً من وعيها لهذا النظام ومعرفتها بسيكولوجيا الأفراد والجماعات, تمكنت أن تكتب رواية ............"النهار".............. تجديد ثقة بقدرة الروائي اللبناني على تحقيق انجازات أدبية تنقذ الوضع الروائي من كثير من كوابيسه المرعبة"الوحدة (الأردن)"....بداية مبشرة للشابة الروائية ربى ابنة لبنان الجديد..."هذه هي الرواية الثانية التي تكتبها الأديبة اللبنانية ربى الصلح بعد روايتها الأولى "كلنا نسقط معاً". وتميزت الرواية الثانية، كما الأولى، بجذالة اللغة وانسيابها بسهولة وعفوية. كأنما الكلمات والعبارات والنصوص مادة لدنة، تستطيع ربى أن تصوغ منها ما تشاء من المعاني التي تميزت بالرقة والعذوبة والبلاغة والجمال.كما امتازت هذه الرواية، في كثير من عباراتها، بأسلوب شعري غنائي موسيقي. يختل للقراء وهم يقرأون هذه العبارات أنهم يستمعون إلى أعذب القصائد والألحان. ومن مظاهر البلاغة ورقة الشعر في بعض عبارات الرواية: "قتلت بيروت الكثير من أجزائي... تمكنت بيروت من الاستيلاء على داخلي... واستطاعت هالة العبث بأعماقي... تقول ربى: على لسان سعد يخاطب نفسه: اقر بأنني غرقت في عالم سارة حتى القاع... وفي القاع كدت استشعر قمة النشوة... لكن هالة كانت تأتيني ليلاً... هالة تخاطب سعداً: "لا زلت أشتاق إليك اشتياقي لأجزائي التي يسلخها مني هذا العالم الصاخب.هذا وقد استخدمت المؤلفة أسلوباً جديداً في صناعة فن الرواية حيث جرت الراوية على لسان بطلي الرواية "سعد" و"هالة". فبطلة الرواية ذات شخصية متناقضة. لها أهواء ونزعات ورغبات متناقضة. فأحبت رجلين وقررت الزواج بثالث في آن.أحبت سعداً الذي كان أكثر هدوءاً بين مجموعة "بلا قيود"... إذن جانب من شخصيتها يميل إلى الهدوء والسكون.وأحبت نديماً لأن شخصيته كانت تشبه جانباً آخر من شخصيتها وهي الانفلات والاضطراب والجموح والإثارة. وهذا هو الجانب الأثير لديها. قررت الزواج بسامي لغناه وثرائه الطائل...تعرض ربى نفسية هالة بلسان هالة نفسها "سعد" كان الأكثر هدوءاً والأكثر روعة بين أفراد المجموعة، بل بين تلامذة الجامعة برمتهم. تسلل حبه إلى داخلي خفية مني وانسالت صورته إلى مخيلتي لتحل في ضيافة طويلة، أبدية".وتضيف "...إنما عالم نديم كان الأكثر إثارة والأقرب إلى اضطرابي... كان اندفاع نديم مخيفاً... كان يريد الانعتاق بشراسة لا من المجتمع والعالم (فحسب) بل من الكون (كذلك... حتى درجة الانتحار).فأشد ما كانت ترتاح إليه نفس هالة وأهواؤها وميولها ورغباتها هو المغامرة والإثارة والانفلات من كل قيود المجتمع والعالم. لذلك أحبت نديماً الذي كانت تتوفر فيه كل هذه المزايا فجمعت هالة بنديم المزايا المشتركة بينهما.رواية "ربى الصالح" هي "ذاكرة المقموعين" على حد تعبير الناقد الفلسطيني فيصل دراج. فهي تكتب الحياة الاجتماعية للمهمشين والمهملين والمنسيين، أما كتابات المؤرخين فيكتبها المنتصرون والأقوياء. تتحدث الرواية عن مصائر أبطال الرواية وواقعهم وأحلامهم المجهضة.