يقدم منذر مصري في هذه المجموعة قصيدة النثر في منظور خاص، وفي حساسية تتجرأ على محو كل فاصل وهمي بين التصوير والفصاحة.نبذة النيل والفرات:"لا تتكلم هكذا حماقات عن الناس، ماذا أنت لولا الناس، ضع هذا الكلام الذي أقوله لك الآن كحشرة طنانة في أذنك الوسطى، أنت لا شيء لولا الناس، منذ آلاف السنين سنّوا الحراب ونصبوا الأفخاخ واصطادوا وقتلو...
قراءة الكل
يقدم منذر مصري في هذه المجموعة قصيدة النثر في منظور خاص، وفي حساسية تتجرأ على محو كل فاصل وهمي بين التصوير والفصاحة.نبذة النيل والفرات:"لا تتكلم هكذا حماقات عن الناس، ماذا أنت لولا الناس، ضع هذا الكلام الذي أقوله لك الآن كحشرة طنانة في أذنك الوسطى، أنت لا شيء لولا الناس، منذ آلاف السنين سنّوا الحراب ونصبوا الأفخاخ واصطادوا وقتلوا ولاذوا بالكهوف وأشعلوا النيران ونصبوا القادة ورضخوا للقوانين وعبدوا الآلهة وقدموا لها الذبائح، هم من غسلوك بماء دافئ وغطسوك وكانوا يستطيعون باللحظة التي بها ولدت تغطيسك بالماء المثلج وخنقك. هم من علموك كيف بلسانك وسقف حلقك وشفتيك يخرج الهواء من فمك أحرفاً وكلمات هم من لقنوك الأسماء ثم نادوك باسمك فصرت تعرف من أنت. أخبرني الحلاج أنه عندما مات أدخله الله الجنة فوجدها خالية من الناس ماذا أفعل هنا وحدي قال في سره فقفز عن سورها وهرب إلى جهنم لأنها مليئة بالناس.