من يحب بغداد الخالدة، يعرف أن لها وجوهاً حضارية عدة. فهناك الفنون والأدب، والابداع في النمط المعيشي، لتفاجئك بعبث مقلق أو حلو. والحال أن أهلها عابثون بامتياز، لكن من دون مجون أو فحش. لقد كانت هذه المدينة نوّاسية بامتياز قبل أن تغتصب وتُخصى وتصاب بالجهل والتخلف والخوف. وعلى الرغم من مسحة الحزن الجميل الذي يغطيها، فهي لا تنام ليلا...
قراءة الكل
من يحب بغداد الخالدة، يعرف أن لها وجوهاً حضارية عدة. فهناك الفنون والأدب، والابداع في النمط المعيشي، لتفاجئك بعبث مقلق أو حلو. والحال أن أهلها عابثون بامتياز، لكن من دون مجون أو فحش. لقد كانت هذه المدينة نوّاسية بامتياز قبل أن تغتصب وتُخصى وتصاب بالجهل والتخلف والخوف. وعلى الرغم من مسحة الحزن الجميل الذي يغطيها، فهي لا تنام ليلا. أصوات البستات العراقية وقراءة المقام في الزوارق والمقاهي يتردد صداهما على الشاطئين، وفي الجزر الصيفية المؤقتة التي تظهر في الصيف وتختفي عند ارتفاع المناسيب في الشتاء والربيع. شواطيء دجلة لا تهجع، نهاراً للرياضة، وليلا للكيف. الكيف المغربي لم يكن معروفاً في العراق. المجون ساد في أوساط حديثي النعمة في العقود الأخيرة الذين هم من مستهلكي فنون الغجر ومجونهم الرخيص...