لا شك أنك صادفت يوماً وأنت تسير في المدينة امرأة مبتذلة... فوقفت كما يقف غيرك من الناس ليتأملوا هذه المرأة!! ترى ما هو الشعور الذي إنتابك وأنت تراها لأول وهلة...لا شك أنه الإحتقار أليس كذلك؟ إنه حكم قاس ودليل قساوته السرعة في إصداره، لكن مهلاً يا صاحبي... أنت لم تر غير تبرجها وحركاتها غير الطبيعية، وأنا استدعيتك لتطلع على مشاعره...
قراءة الكل
لا شك أنك صادفت يوماً وأنت تسير في المدينة امرأة مبتذلة... فوقفت كما يقف غيرك من الناس ليتأملوا هذه المرأة!! ترى ما هو الشعور الذي إنتابك وأنت تراها لأول وهلة...لا شك أنه الإحتقار أليس كذلك؟ إنه حكم قاس ودليل قساوته السرعة في إصداره، لكن مهلاً يا صاحبي... أنت لم تر غير تبرجها وحركاتها غير الطبيعية، وأنا استدعيتك لتطلع على مشاعرها الإنسانية وعلى حياة ما بعد الألم كما تصفها هذه الرواية بأدق تفاصيلها.وأنت تطالع هذه الرواية الفريدة من نوعها بالنسبة للمكتبة العربية، لا شك أنك ستتريث بأحكامك، ويكون موقفك أخيراً كموقفي حين أشاهد إحداهن... أسأل نفسي ربما هذه كمنى بطلة هذه الرواية، نعم فبعد قراءتك ستعرف علة من ستصدر أحكامك... على والديها... عليها... على المجتمع... لا أريد تشكيل محكمة، فأنت أولى مني بعدما تكوّن فكرة واضحة عنها... وكأني بمنى تنشد في غمرة عذابها مع الشاعر الإنكليزي وليم بليك: قالوا لي أن الليل والنهار هما كل ما يمكنني أن أراه... قالوا لي أنه لدي خمس حواس أنا حبيسها! فسجنوا ذهني في دائرة ضيقة، وأغرقوا قلبي في الهوة، في كرة حمراء مستديرة، ساخنة ملتهبة، حتى أنهم محوني من الحياة! ولم يعد صباحي غير طيف براق، كأنه فجوة في سحابة شرقية، أما ليلي، فقبو كثيب لا يضم غير الموتى.
