لقد أدرك علي جعفر العـلاّق بحَدْسه الشعريّ المُدهش حقّاً أنّ العمل الفنّيّ، والقصيدة منه على وجه الخصوص، هو ضرب من “اللّعب الجادّ” قريباً في هذا المنظور من هانس جورج غادامير ، لعب لا يخلو من لذّة وحِسّ تراجيديّ ، بل إنّ بهجته تكمن أساساً ومرجعاً في بُعده المأتميّ ·واللّغة، لدى العـلاّق، هي أخطر ما أنتجه الكيان الإنساني· وبهذا ال...
قراءة الكل
لقد أدرك علي جعفر العـلاّق بحَدْسه الشعريّ المُدهش حقّاً أنّ العمل الفنّيّ، والقصيدة منه على وجه الخصوص، هو ضرب من “اللّعب الجادّ” قريباً في هذا المنظور من هانس جورج غادامير ، لعب لا يخلو من لذّة وحِسّ تراجيديّ ، بل إنّ بهجته تكمن أساساً ومرجعاً في بُعده المأتميّ ·واللّغة، لدى العـلاّق، هي أخطر ما أنتجه الكيان الإنساني· وبهذا الاعتقاد الراسخ بجدوى اللغة يُمكن التسليم بأنّ العـلاّق ينتمي إلى التَسْمَوِيّين ، أولئك الّذين يُقرّون بأنّ الاستعارة اللّغويّة هي أساس كُلّ الاستعارات الفعلية والممكنة ، وهي مرجع كلّ المواقف والأحوال · وعند غياب هذا المرجع لا تكون الأشياء أشياء ، بل أطيافاً عابرة في خضمّ هائل من العلامات المُفكّكة الهاربة الّتي لا تنتظم في إشارة أو رمز أو أيقونة·إنّ ما أنتجه العـلاّق هو بعض قليل من مشروع الكتابة الّذي التزم به لَعِبًا عَاشقًا جادًّا حدّ المأساة ، وهو البعض الكثير الذي دفعنا إلى انتهاج هذه المُقاربة التأويليّة ، إذْ يُؤكّد نصّ العـلاّق الشعريّ والنقديّ أنّ الفنّ أرفع من أنْ يُحدّ بمَرتبة ·ولئن جمع عليّ جعفر العـلاّق بين الشعر والنقد فهو الشاعر بدْءًا ومرجعاً، إذْ أدرك أنّ الشعر نقديّ في الأساس ، والشاعر ناقد يرفض احتراف النقد، بل يعتبره جزءًا من ذات النصّ الشعريّ وبعضاً من آليّات تَمَثُّله وفهمه، فلا تثنية في مشروع الكتابة لدى العـلاّق ، ولا ازدواج في شخصيّة الشاعر