هذا الاهتمام العاصف الذي استقبلت به جماهيرنا كتاب مجدي العمروسي عن محمد عبد الوهاب، والذي يوازيه اهتمام مماثل - أكثر اتساعاً - بالكتاب الذي صدر في أوروبا عن حياة أينشتين من ثلاث سنوات يدفعنا إلى إدراك المستجدات في هذا العصر، والذي يضمر السوء والشك والارتياب لعلم التاريخ، وينظر بنصف عين إلى علم جديد يأتي موازياً لما طرأ في الجينا...
قراءة الكل
هذا الاهتمام العاصف الذي استقبلت به جماهيرنا كتاب مجدي العمروسي عن محمد عبد الوهاب، والذي يوازيه اهتمام مماثل - أكثر اتساعاً - بالكتاب الذي صدر في أوروبا عن حياة أينشتين من ثلاث سنوات يدفعنا إلى إدراك المستجدات في هذا العصر، والذي يضمر السوء والشك والارتياب لعلم التاريخ، وينظر بنصف عين إلى علم جديد يأتي موازياً لما طرأ في الجينات الوراثية من هندسة إنه علم (مسك السيرة)، ذلك أن الناس - شرقاً وغرباً - وطوال أحقاب التاريخ الماضي كله، أدمنوا حرمان الإعلام من علماء وأدباء وفنانين - من الحياة معتقدين أن متعة واحد مثل أينشتين تتوقف عند حدود اكتشافه البعد الرابع في قوانين الوجود المتمثل في الزمن بعد الطول والعرض والارتفاع، وأن فرحة أينشتين الوحيدة كانت في حصوله على جائزة نوبل أو في تطبيق نظريته الخاصة بالطاقة المساوية للكتلة المضروبة في مربع سرعة الضوء لتكون أساس القنبلتين الذريتين: واحدة أودت بمدينة هيروشيما، والثانية دمرت مدينة نجازاكي.إن هذا افتراء على هذه الصفوة اللامعة من البشر، فأينشتين العالم الذي قلب مفاهيم علوم الدنيا بنظرياته، من حقه أن يتشاجر مع زوجته بين كل نظرية وأخرى، ثم بين كل تحليل رياضي وتدليل فلسفي عليه أن يلقي في وجهها بصحن طبيخ بايت أصابته بوادر الحموضة، وبينما يكون أينشتين غارقاً في عمق الفرق بين الكتلة والحجم في زمن محدد، يصبح ذا أهمية قصوى لديه أن يخترق دهليز البيت طفل أبنته (القادمة من نجوع سانت لويس) وقد تشبث بذلك الإناء المخصص للمسائل التي لا يستطيع الأطفال أداءها في الحمام.