... وشعر معروف وهو يسير في الشارع العريض المفتوح أنه سابق جسمه بعشرات الأمتار وأن جسمه متخلف عنه كثيراً، وبعد لحظات شعر شعوراً معاكساً: فقد أصبح جسمه يسبقه بعشرات الأمتار بل بمئات الأمتار وهو عاجز عن اللحاق به. وهذا الشعور، عادة ما كان يشعره معروف في هذه الحرب عندما كان يسير في شوارع بيروت خوفاً من القناص أو من رصاص طائش أو من س...
قراءة الكل
... وشعر معروف وهو يسير في الشارع العريض المفتوح أنه سابق جسمه بعشرات الأمتار وأن جسمه متخلف عنه كثيراً، وبعد لحظات شعر شعوراً معاكساً: فقد أصبح جسمه يسبقه بعشرات الأمتار بل بمئات الأمتار وهو عاجز عن اللحاق به. وهذا الشعور، عادة ما كان يشعره معروف في هذه الحرب عندما كان يسير في شوارع بيروت خوفاً من القناص أو من رصاص طائش أو من سيارة مفخخة. إنه الشلل النفسي الذي يعطل فيزيولوجيا الجسم، هذا ما كان يدرسه في علم النفس، وفيما هو على هذه الحال من التوتر في هذا الجسد المقطعة أوصاله إذ به يستشعر سائلاً بارداً على ظهره، أجل ظهره قد تبلل بـ... "لقد فعلها الملعون، لقد فعلها فوق ظهري!؟ ربما لأنه مرعوب، حدث نفسه. لا بأس، ليس لدي وقت للعتاب والتأنيب والتوقف. إنه الضمير الثاني الذي يعملها عليّ".(من الرواية)مشهور مصطفى، كاتب لبناني.• مخرج ومؤلف مسرحي وممثل.• ناقد وباحث في مجالي المسرح وعلم الاجتماع.• دكتوراه في الفنون المسرحية والسينمائية ـ جامعة السوربون الثالثة ـ باريس.• شارك ومثّل لبنان رسمياً من خلال أعمال مسرحيات في مسابقات رسمية عربية ودولية.• له العديد من البحوث والكتابات في المسرح وعلم الاجتماع.• عضو هيئة التدريس في قسم المسرح والسينما والتلفزيون، في معهد الفنون الجميلة، الجامعة اللبنانية.صدر له: إعداد الممثل أم إعداد المتفرج، دار الفارابي، 2006. عندما يتضاءل المسرح أو ينعدم (نصوص نقدية)، دار الفارابي، 2007.
