اعتدنا تقطيع التاريخ شرائح سميناها " عصوراَ" " وحقباَ" و " مراحل" ، الخ... وهذا التقطيع جزأ التاريخ ورسم حدوداً زمنية تناقلتها الكتب واعتمدها التعليم فرسخت في الأذهان، حواجز بين أزمنة هي في الواقع التاريخي متواصلة، متداخلة، هكذا اعتدنا حشر الظواهر الاجتماعية والسياسية والثقافية في مقاطع زمنية ضيقة كتلك التي تطابق عمر الدول، مثلا...
قراءة الكل
اعتدنا تقطيع التاريخ شرائح سميناها " عصوراَ" " وحقباَ" و " مراحل" ، الخ... وهذا التقطيع جزأ التاريخ ورسم حدوداً زمنية تناقلتها الكتب واعتمدها التعليم فرسخت في الأذهان، حواجز بين أزمنة هي في الواقع التاريخي متواصلة، متداخلة، هكذا اعتدنا حشر الظواهر الاجتماعية والسياسية والثقافية في مقاطع زمنية ضيقة كتلك التي تطابق عمر الدول، مثلاَ. هذا في حين أن هذه الظواهر لها امتداداتها، قبلاَ وبعد، فلا تفهم ولا تفسر إلا في مدى زمني أطول. هذا الكتاب الذي وضعه أحد اهم المؤرخين وأبرزهم تجديداَ لمعرفة ما يسمى" العصر الوسيط" يعرض، باختصار ووضوح، دواعي التحفظ العلمي على التحقيب التقليدي للتاريخ، مقدماَ، في ذلك، مثال" العصر الوسيط" الذي يراه أطول مما يقال عنه ومثال " عصر النهضة" الذي يحذر من " جدته المزعومة". في هذا الكتاب الصغير الحجم ما يحفز القارىء العربي على التفكر في تحقيب تاريخه، كما رسخ في الاذهان وفي الكتب السائدة، ويدعو الى إعادة النظر في هذا التحقيب.